الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة

                                                      وأما إذا كان أول الكلام خاصا ، وآخره بصيغة العموم - فلا يكون خصوص أوله مانعا من عموم آخره ، كالعكس . ذكره القفال ، ومثله بقوله : { والسارق والسارقة } وقوله : { فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح } فإن الأول في صنف من الظالمين . وهم السراق ، والتوبة بعد الظلم والإصلاح لجميع الظالمين وقوله : { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة [ ص: 322 ] أشهر واللائي لم يحضن } فكان هذا للمطلقات ، ثم قال : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } وهو عام في المطلقات والمتوفى عنهن .

                                                      وذكره السهيلي النحوي ، ومثله بقوله : { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } كان أوله خاصا بالأولاد ، وآخره يشمل الأولاد والإخوة والأخوات إذا ورثوا ، فإن للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلو قيل : للذكر مثل حظ الأنثيين كان مقصورا على الأولاد ، فلما لم يقل : منهم دل على إرادة العموم . قلت : وينبغي أن يجري فيها الخلاف في العكس ، وقد سبق في قوله : { لا يقتل مسلم بكافر } . تنبيه

                                                      إذا تقدم المعنى المخصص ، وتأخر اللفظ العام ، فظاهر كلام أصحابنا التخصيص ، ولهذا خصوا قوله عليه السلام : { إن الله أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث } بالوصية بقدر حصته ، وقالوا : إذا أوصى بعين هي قدر حصته ، يصح . فلم يعتبروا العموم ، لأجل سبق العلة المخصصة .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية