الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 394 ] مسألة [ وجود الاستثناء في لغة العرب ]

                                                      قيل : الاستثناء في لغة العرب متعذر ، لأنه إذا قيل : قام القوم إلا زيدا ، فلا يخلو إما أن يكون داخلا في العموم أو غير داخل . والقسمان باطلان ، أما الأول : فلأن الفعل لما نسب إليه مع القوم امتنع إخراجه من النسبة ، وإلا لزم توارد الإثبات والنفي على موضوع واحد ، وهو محال ، ولهذا قال بعض الحنابلة : إن الاستثناء في الطلاق لا يصح ، لأن الطلاق إذا وقع لا يرتفع .

                                                      وأما الثاني : فلأن ما لا يدخل لا يصح إخراجه . وأجيب بأنه إنما يلزم توارد النفي والإثبات على محل واحد لو لم يكن الحكم بالنسبة بعد الإخراج ، وهو ممنوع ، لأنه إذا قيل : قام القوم إلا زيدا فهم منه القيام بمفرده ، والقوم بمفرده ، وأن منهم زيدا ، وفهم إخراج زيد من القوم بقوله : إلا زيدا ، ثم حكم بنسبة القيام بعد إخراج زيد .

                                                      وعلى هذا يندفع الإشكال الذي يورد على قوله تعالى : { فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما } لأن العالم بلغة العرب لا يحكم على كلام المتكلم بالإسناد إلا بعد تمامه .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية