[ ص: 125 ] ] ما يدل عليه جمع الجمع
ونبه بعد ذلك على فائدة أخرى ، وهي أنه جاء الجمع في ألفاظ مسموعة نحو : نعم وأنعام وأناعيم ، وهذا جمع الجمع . قال : وأقله سبعة وعشرون ، لأن النعم اسم . للجمع وأقله ثلاثة ، وأنعام جمعه وأقله تسعة ، وأناعيم جمعه وأقله ذلك ، ولو قلت : في هذه المسألة أقاويل لكان أقلها تسعة ، لأنها جمع أقوال ، وأقلها ثلاثة ، قال إمام الحرمين : ولم يوضع للاستغراق باتفاق ، قال الإبياري : إن أراد ظاهرا فنعم ، وإن أراد أنه لا يحتمله قطعا فباطل ، وقد قال أئمة العربية : إن الجمع القليل يوضع موضع الكثير وعكسه .
واعلم أن الإمام مثل بعد ذلك بقوله : { إن الأبرار لفي نعيم } وظاهره إلحاق أبنية القلة من جمع التكسير بجمع السلامة في إفادة العموم ، وبه صرح في " الروضة " ، فقال : إنها تفيد العموم إذا عرفت ويكون العموم مستفادا من الألف واللام المقتضية للجنس كما كان قبله في أسماء الأجناس المفردة . وهو اختيار ابن قدامة الأصفهاني والقرافي . وقضية كلام الرازي في " المحصول " : تخصيص ذلك بالجمع السالم ، وأن جمع التكسير لما كان للقلة لا يفيد الاستغراق ، وإن عرف تعريف جنس ، وصرح به وابن الحاجب الإمام أبو نصر بن القشيري في كتابه في الأصول ، وجعل الاستغراق خاصا بجمع السلامة إذا عرف قال : وإنما حمل قوله : { إن الأبرار لفي نعيم } على العموم لقرينة .