التفسير:
والشمس وضحاها : قال مجاهد: {ضحاها} : ضوؤها، قتادة: نهارها، قال الفراء: وكذلك الضحى هو النهار كله، وهو اختيار الطبري.
[ ص: 112 ] والمعروف عند العرب: أن (الضحى) إذا طلعت الشمس، وبعيد ذلك قليلا، فإذا زاد; فهو (الضحاء) ; بالمد.
وقوله: والقمر إذا تلاها : قيل: معناه: والقمر إذا تبع الشمس في النصف الأول من الشهر، إذا غربت الشمس; تلاها القمر بالطلوع، وفي آخر الشهر يتلوها بالغروب، قاله ابن زيد.
قتادة: إنما ذلك لليلة الهلال، إذا سقطت الشمس; رئي الهلال.
الفراء: {تلاها} : أخذ منها، يذهب إلى أن القمر يأخذ من ضوء الشمس.
وقوله: والنهار إذا جلاها : قيل: الضمير في {جلاها} للشمس; والمعنى: أنه يبين بضوئه جرمها.
الفراء: المعنى: جلى الظلمة، ولم يتقدم لها ذكر; لأن المعنى معروف، وقيل: المعنى: جلى الدنيا، وقيل: الأرض.
وقوله: والليل إذا يغشاها أي: يغشى الشمس بظلمته عند سقوطها.
[ ص: 113 ] وقوله: والسماء وما بناها : قيل: معناه: وبنائها، قاله قتادة، واختاره المبرد، وقيل: المعنى ومن بناها، قاله مجاهد والحسن، [واختاره الطبري.
وقوله: والأرض وما طحاها : {طحاها} و {دحاها} سواء، قاله مجاهد والحسن]، والمعنى: بسطها.
وقوله: ونفس وما سواها : قيل: المعنى: وتسويتها، وقيل: المعنى: ومن سواها، وهو الله عز وجل.
مجاهد: {سواها} : سوى خلقها.
وقوله: فألهمها فجورها وتقواها أي: عرفها طريق الفجور والتقوى، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما.
مجاهد: المعنى: عرفها الطاعة والمعصية.
وقوله: قد أفلح من زكاها أي: من زكى نفسه بالعمل الصالح، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما، وقيل: قد أفلح من زكى الله نفسه; أي: أصلحها.
وقد خاب من دساها : أصله: (دسسها) ; والمعنى: من دسس نفسه; [ ص: 114 ] أي: أخفاها بالمعاصي، وقيل: المعنى: من دسى الله نفسه.
وقوله: كذبت ثمود بطغواها : (الطغوى) : مجاوزة الحد من الفساد.
مجاهد: المعنى: بعصيانها، وقيل: المعنى: بعذابها الذي وعدت به، سمي (طغوى) ; لأنه طغا عليهم، وروي معناه عن ابن عباس.
محمد بن كعب: المعنى: كذبت ثمود بأجمعها.
إذ انبعث أشقاها أي: أشقى القبيلة.
فقال لهم رسول الله يعني: صالحا: ناقة الله وسقياها ; أي: احذروا ناقة الله وسقياها; أي: وشربها.
فكذبوه فعقروها : قيل: المعنى: فعقروها، وكذبوه، [وقيل: المعنى: فكذبوه] أنها ناقة الله، فعقروها.
وقوله: فدمدم عليهم ربهم أي: دمر، وقال الفراء: أرجف، وحقيقة (الدمدمة) : تضعيف العذاب، وترديده.
ومعنى (سواها) : سوى بينهم العقوبة; أي: أهلكهم كلهم، وقيل: سوى الدمدمة عليهم.
وقوله: ولا يخاف عقباها قيل: المعنى: فدمدم عليهم ولا يخاف تبعة [ ص: 115 ] الدمدمة، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد.
الضحاك، والسدي: لم يخف الذي عقرها عقبى ما صنع.


