الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القسم الثاني: حروف يدغم كل حرف منها في مثله، وفي حروف زائدة، وهي سبعة، يجمعها أول كل كلمة من كلمات هذا البيت; وهو: [من المجتث]


                                                                                                                                                                                                                                      حسبي لقد جل كربي رفقا قليلا بقلبي

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 280 ] فالحرف الزائد الذي يدغم فيه الحاء هو العين; نحو: فمن زحزح عن النار [آل عمران: 185]، روي تخصيص هذا الحرف وحده، وروي معه أيضا: المسيح عيسى [آل عمران: 45]، و فلا جناح عليهما [البقرة: 229].

                                                                                                                                                                                                                                      والحرف الذي يدغم فيه اللام هو الراء، وذلك إذا تحرك ما قبل اللام، فإن سكن ما قبلها; لم يدغمها في الراء إن كانت اللام مفتوحة; نحو: فيقول رب [المنافقون: 10]، واستثنى قال رب [طه: 125]، فأدغمها حيث وقع، فإن كانت اللام مكسورة، أو مضمومة; أدغم; نحو: رسول رب العالمين [الشعراء: 16]، و إلى سبيل ربك [النحل: 125].

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الجيم; فالحرف الذي يدغمها فيه هو التاء في قوله: المعارج * تعرج [المعارج: 3 - 4].

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الكاف; فالحرف الذي يدغمها فيه هو القاف، إذا تحرك ما قبل الكاف; نحو: وكان ربك قديرا [الفرقان: 54]، و من عندك قالوا [محمد: 16]، ولا يدغم إذا سكن ما قبل الكاف.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 281 ] وأما الراء; فالحرف الذي يدغمها فيه هو اللام، إذا تحرك ما قبل الراء; نحو: العمر لكي لا [النحل: 70]، و أطهر لكم [هود: 78]، و تفجر لنا [الإسراء: 90]، فإن سكن ما قبل الراء; أدغمها إذا انضمت أو انكسرت، وأظهرها إذا انفتحت.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما القاف; فالحرف الذي يدغمها فيه هو الكاف، إذا تحرك ما قبل القاف; نحو: خالق كل شيء [الأنعام: 102]، وكذلك إذا كانت مع القاف في كلمة، واتصلت بها ميم; نحو: خلقكم [البقرة: 21]، ويظهر نحو: خلقك [الكهف: 37]، وعنه في طلقكن [التحريم: 5] اختلاف، فإن سكن ما قبل القاف; أظهر; نحو: ما خلقكم [لقمان: 28]، و ميثاقكم [البقرة: 63].

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الباء; فالحرف الذي كان يدغمها فيه هو الميم، وذلك في: يعذب من يشاء [المائدة: 40] خاصة حيث وقع، وروي عنه في: فمن تاب من بعد ظلمه [المائدة: 39]: الإظهار والإدغام، واختلف عنه في: لا ريب فيه [البقرة: 2]; فروي الوجهان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية