الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن ضم الهاء، ووصل الميم بياء، فقال: {عليهمي}; جاء بها على أصلها، وكره وقوع الواو طرفا; إذ هو نظير ما رفضوه من نحو: (دلو، وأدل)، وأبدل ضم الميم كسرة; فانقلبت الواو ياء، وكذلك القول لمن ضم الهاء، وكسر الميم من غير ياء، إلا أنه حذف الياء، واستغنى بالكسرة عنها; تخفيفا.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر الهاء، ووصل الميم بواو; فإنه أتبع الياء ما يشبهها; وهو الهاء، وترك ما لا يشبهها; وهو الميم، هذا معنى قول سيبويه وغيره، وكذلك القول لمن قرأ: {عليهم}; بكسر الهاء، وضم الميم، من غير صلة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {عليهمي}; أتبع الياء الهاء، وكسر الميم; كراهة الخروج من كسرة إلى ضمة، وقلب الواو ياء، مع كراهته أن يأتي بنظير المرفوض في وقوع الواو طرفا، وكذلك القول لمن قرأ: {عليهم}; فكسر من غير صلة، إلا أنه [ ص: 324 ] حذف الياء استخفافا، ومن قرأ: {عليهمو}; فهو الأصل، على ما قدمناه.

                                                                                                                                                                                                                                      وعلة ورش في اختصاصه صلة الهاء بواو عند الهمزة خاصة: أن مذهبه نقل حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها، فلما كانت الميم ساكنة، وبعدها الهمزة، وكان مذهبه يوجب تحريكها; حركها بالحركة التي هي أصلها، ووصلها بواو; كراهة أن يلقي عليها الحركة; فيحركها بحركات مختلفة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ضم الميم عند لقاء الساكن، وهو ممن يسكنها إذا لم يلقها الساكن; فإنه لما احتاج إلى تحريكها; لالتقاء الساكنين; ردها إلى أصلها.

                                                                                                                                                                                                                                      فهذه جملة كافية من القول في أصول القراءات، يكتفى بمثلها في مثل هذا الاختصار، ومن أراد الشرح، والتعليل، وبسط الاحتجاج، والأقاويل; وجد ذلك في “الكبير” إن شاء الله، وهو المستعان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد أتيت في السور على ما شرطته.

                                                                                                                                                                                                                                      وأنا أختم الكتاب بفصل مختصر في المواقف التي ذكرت مشكلها في خلال الكتاب، عند ذكر التفسير والإعراب; فالذي ينبغي أن يستعمل الوقف عليه [ ص: 325 ] ما تم الكلام عنده، وسلم من التفرقة بين العامل والمعمول فيه; كالفعل دون فاعله، أو مفعوله إن تعدى إلى مفعول، والمبتدأ دون خبره، والخبر دون المبتدأ، والمضاف دون المضاف إليه، والمنعوت دون النعت، والمؤكد دون المؤكد، والمبدل منه دون البدل، والمعطوف دون العطف، والقسم دون جوابه، [والشرط دون الجزاء]، والنفي دون المنفي، وجميع حروف المعاني التي تقع الفائدة فيما بعدها، وأسماء (إن) وأخواتها و (كان) وأخواتها دون أخبارها، وذي الحال دون حاله، والمميز دون التمييز، والمستثنى منه دون الاستثناء، و (الذي) و (من) و (ما) دون صلاتهن، والفعل دون مصدره، وحروف الاستفهام دون المستفهم عنه، والأمر، والنهي، والاستفهام، والنفي، والتمني، والعرض، إذا كان بعد شيء من ذلك منصوب على الجواب بالفاء، والمجزوم إذا كان بعده فعل منصوب بالواو، وما قبل لام (كي) إذا تعلقت بشيء في التلاوة، فإن تعلقت بمحذوف; جاز الابتداء بها.

                                                                                                                                                                                                                                      فهذه الأشياء وما أشبهها ينبغي تجنب استعمال الوقف عليها، وبعض ذلك أقبح من بعض، وهو ظاهر غير خفي الا على غمر مبتدئ، والله المستعان، [ ص: 326 ] [وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

                                                                                                                                                                                                                                      وصلى الله على سيدنا محمد وآله، وعلى أبرار عترته الطيبين، وسلم أفضل التسليم، والحمد لله رب العالمين، وحسبنا الله.

                                                                                                                                                                                                                                      تم كتاب "التحصيل في مختصر التفصيل"، وتم بتمامه جميع الديوان بحمد الله، وحسن عونه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية