الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ووجب حذف الهمزة بعد إلقاء حركتها; إذ أصل تغييرها للاستثقال، وبقاؤها ساكنة بعد إلقاء حركتها أثقل من بقائها متحركة.

                                                                                                                                                                                                                                      وخص ورش من باب إلقاء الحركة ما هو من كلمتين دون ما هو من كلمة; لأن الكلمة أخف من الكلمتين; [فلم يستثقل فيها ما يستثقل في الكلمتين]، وأيضا فإن النقل فيما هو من كلمة فيه التباس; لأن القرآن [البقرة: 185]، [ ص: 228 ] و الظمآن [النور: 39]: يلتبسان بـ (فعال) و (فعال)، وهما (فعلان)، و(فعلان)، وكذلك أكثر الباب، ونظير ذلك إدغامهم من وال [الرعد: 11]، ولم يدغموا صنوان [الرعد: 4].

                                                                                                                                                                                                                                      ونقله في {ردا يصدقني} [القصص: 34]: يجوز أن يكون على وجه الجمع بين اللغتين إن جعل من (الردء) الذي هو المعين، ويجوز أن يكون لا أصل له في الهمز; من قولهم: (أردى على المئة) ; إذا زاد عليها.

                                                                                                                                                                                                                                      ولم ينقل إلى حروف المد واللين; إذ المد الذي فيها بمنزلة الحركة، فكان إلقاء الحركة عليها كالإلقاء على المتحرك، ولأنها تختل بزوال المد منها مع تحركها، ولأن الألف -وهي أمها- لا تتحرك، والياء والواو أختاها، وألقى على الواو والياء المفتوح ما قبلهما; لأنهما بمنزلة الحروف السالمة; لجواز الإدغام فيهما.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن روى النقل إلى هاء السكت; فلأنها لما ثبتت في الوصل; حملا للوصل [ ص: 229 ] على الوقف; أشبهت الحرف الأصلي، ومن لم ينقل إليها; فلأنها إنما ثبتت في الوصل والنية الوقف عليها; إذ لا حظ لها في الوصل، وإنما هي في الوقف لبيان الحركة، فصارت لذلك في حكم الانفصال من الهمزة.

                                                                                                                                                                                                                                      وموافقة من وافقه في {ردا يصدقني} [القصص: 34]; لما قدمناه، وفي آلآن [يونس: 51، 91]; لئلا يجتمع الساكنان; على مذهب من يرى: أن الهمزة التي تصحب لام التعريف تبدل -إذا دخلت عليها همزة الاستفهام- ألفا، ولأن الكلمة تثقل باجتماع ثلاث همزات إحداهن بين بين; على مذهب من يرى: أن الهمزة التي تصحب لام التعريف تجعل مع همزة الاستفهام بين بين، ولم تثقل الكلمة فيما لا استفهام فيه; نحو: الآن خفف الله عنكم [الأنفال: 66]; كثقلها مع الاستفهام.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن وافقه على عادا الأولى [النجم: 50]; فإنه ألقى الحركة على اللام، وأخذ فيها بمذهب من يعتد بالحركة العارضة; ليصح له فيها الإدغام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال بعض القراء: إنما اختير فيه نقل الحركة; لأنه مكتوب في مصحف أبي وابن مسعود -فيما روي-: {عادا لولى}، ليس بين الدال واللام سوى [ ص: 230 ] ألف واحدة، فهو مكتوب على لغة نقل الحركة; كما كتب: {ليكة} [الشعراء: 176]، وليست المحذوفة المعوضة من التنوين; لأنها لم تحذف في غير هذا الموضع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية