التفسير:
قال {والتين} : مسجد النبي ابن عباس: نوح عليه السلام، و {الزيتون} : مسجد بيت المقدس.
[ {والتين} : مسجد دمشق، و {الزيتون} : مسجد بيت المقدس]. ابن زيد:
[الحسن، {والتين} : الذي يؤكل، و {الزيتون} : الذي يعصر. ومجاهد:
كعب، وغيرهما: {والتين} : وعكرمة، دمشق، و {الزيتون} : بيت المقدس]، وهذا اختيار الطبري.
[ ص: 129 ] {والتين} : الجبل الذي عليه دمشق، و {الزيتون} : الجبل الذي عليه بيت المقدس. قتادة:
{والتين} : مسجد أصحاب الكهف، و {الزيتون} : محمد بن كعب القرظي: مسجد إيلياء.
وقوله: وطور سينين : هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، عن الحسن وغيره.
{سينين} بمعنى: حسن; لأنه كثير النبات والشجر. عكرمة:
مجاهد، معنى {سينين} : مبارك، وعن وقتادة: أيضا: قتادة وطور سينين : مسجد موسى عليه السلام، وقاله النخعي.
الأخفش سعيد: {وطور} : جبل، و {سينين} : شجر، واحدته: (سينينة) .
وقوله: وهذا البلد الأمين يعني: مكة، عن ابن عباس، وغيرهما، و {الأمين} : من الأمن. ومجاهد،
وقوله: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم : هذا جواب القسم، قال النخعي المعنى: في أحسن صورة. وقتادة:
وقوله: ثم رددناه أسفل سافلين : قال ابن عباس في أقبح صورة. ومجاهد:
[ ص: 130 ] عكرمة: في أحسن تقويم يعني: الشاب القوي الجلد.
وقيل: عنى بـ {الإنسان} : آدم عليه السلام، وقوله: ثم رددناه أسفل سافلين : [يعني: الكفار من ولده].
وقيل: معنى أحسن تقويم : خلق الإنسان منتصبا، و أسفل سافلين : رده إلى أرذل العمر.
وتقدير الكلام: لقد خلقنا الإنسان في تقويم أحسن تقويم; فحذف.
أبو العالية في قوله: ثم رددناه أسفل سافلين : رددناه إلى النار في أقبح صورة، وقاله الحسن وقالوا: صورة خنزير. وابن زيد،
عكرمة: أسفل سافلين : أرذل العمر، ومن قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر; يعني: إذا قرأه وهو هرم، واستدل بقوله: لكي لا يعلم بعد علم شيئا [النحل: 70]، قال: ومن قرأ القرآن; فهو عالم بأشياء، فيكون على هذا للخصوص; ولذلك استثنى الذين آمنوا وعملوا الصالحات; لأنهم لا يردون إلى أرذل العمر وإن هرموا.
ابن عباس: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات : فإنهم تكتب لهم حسناتهم، وتمحى عنهم سيئاتهم، قال: وهم الذين أدركهم الكبر، ولا يؤاخذون بما عملوه في كبرهم وهم لا يعقلون.
[ ص: 131 ] ومن قال: إن أسفل سافلين معناه: النار; فالاستثناء بعده متصل، ومن قال: الهرم; فهو منقطع.
وقوله: فما يكذبك بعد بالدين أي: استيقن مع ما جاءك من الله عز وجل أنه أحكم الحاكمين، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، روي معناه عن قتادة.
وقيل: المعنى: فما يكذبك أيها الشاك؟ يعني: الكافر; أي: أي شيء يحملك على ذلك بعد ما تبين لك من قدرة الله عز وجل؟
المعنى: فمن يكذبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين لك من قدرة الله عز وجل؟ وهذا اختيار الفراء: الطبري.