الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      الهاء في إنا أنزلناه : للقرآن، وأضمر قبل الذكر; لأن القرآن في حكم سورة واحدة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الهاء ضمير المنزل، ودل عليه: {أنزلناه} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: بل نزل به جبريل عليه السلام جملة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، وقد تقدم ذكر ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وسميت ليلة القدر ; لتقدير الله تعالى فيها ما يشاء من أمره، وقيل: سميت بذلك; لعلو قدرها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {ليلة القدر خير من ألف شهر : قال مجاهد: العمل فيها خير من العمل [ ص: 138 ] في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: أنها يقدر فيها من المنافع والأرزاق ما لا يقدر مثله في ألف شهر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: خير من ألف شهر رمضان يصومها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر : {الروح} : جبريل عليه السلام.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى من كل أمر : من كل أمر فيه الآجال، ،الأرزاق، والأعمال، وقيل: المعنى: بكل أمر; فـ {من} بمعنى الباء.

                                                                                                                                                                                                                                      والوقف على {أمر} تمام، وروي ذلك عن نافع وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: سلام هي حتى مطلع الفجر أي: سلام هي من الشر، عن قتادة.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: سلام هي من أن يحدث فيها ما يحدث في غيرها، ولا يستطيع شيطان أن يعمل فيها شيئا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: يعني: نزول الملائكة بالسلامة من الخير والبركة إلى مطلع الفجر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: يعني: سلام الملائكة بعضهم على بعض فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية