وقرآنا فرقناه أي: فرقنا به بين الحق والباطل، ابن عباس: فصلناه.
لتقرأه على الناس على مكث أي: على تأن، على ترتيل، مجاهد: على تثبت وترسل. مالك بن أنس:
وقوله تعالى: قل آمنوا به أو لا تؤمنوا : تهدد.
إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم : قيل: من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: من قبل القرآن; أي: من قبل نزوله، والمراد: مؤمنو أهل الكتاب.
قال معنى ابن جريج: إذا يتلى عليهم : كتابهم.
وقيل: المراد بـ الذين أوتوا العلم : النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: هم قوم من ولد إسماعيل، تمسكوا بدينهم إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: زيد بن عمرو بن نفيل، [ ص: 146 ] وورقة بن نوفل.
وقوله تعالى: يخرون للأذقان سجدا أي: للوجوه، عن ابن عباس، المراد: اللحى. الحسن:
وإنما خص الأذقان بالذكر; لأن الذقن أقرب شيء من وجه الإنسان إلى الأرض في السجود.
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن : روي: فسمعه رجل من المشركين، فقال لهم: سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعائه: "يا الله، يا رحمن"، محمدا يدعو الليلة: (يا رحمن) الذي باليمن; فنزلت الآية.
وقيل: قال المشركون: إن محمدا يزعم أنه يعبد واحدا، وهو يدعو اثنين; فأعلم الله تعالى أن من دعا بأسمائه لا يدعو سواه.
أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى : يجوز أن تكون {ما} صلة، ويجوز أن تكون [ ص: 147 ] بمعنى (أي) ، كررت باختلاف اللفظ تأكيدا.
وقوله تعالى: ولم يكن له شريك في الملك أي: لم يكن له شريك في الملك يعاونه أو يضاده.
ولم يكن له ولي من الذل أي: ولم يتخذ وليا ينتصر به.
وكبره تكبيرا أي: عظمه تعظيما، وجاء في الخبر: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى آخر السورة، ثم يقول: "توكلت على الحي الذي لا يموت"، ثلاث مرات. أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا شكا إليه الدين بأن يقرأ:
وفي قوله: وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا رد على اليهود والنصارى، وقوله: ولم يكن له شريك في الملك رد على كفار العرب، ولم يكن له ولي من الذل رد على الصابئين والمجوس القائلين: (لولا أولياء الله لذل) ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.