الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فإنها من تقوى القلوب : القراءة على إضافة {تقوى} إلى {القلوب} ، ولو رفعت {القلوب} على تقدير التنوين في {تقوى} ; لجاز، فيكون كقولك: (عجبت من ضرب زيد) ; أي: من أن ضرب زيد.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح السين من قوله: {منسكا} ; فهو الأكثر في المصدر والمكان، وهو لا يخلو أن يكون أحدهما، ومن كسر; فهو مما شذ من (فعل يفعل) ; كـ (المسجد) من (سجد يسجد) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والمقيمي الصلاة : من قرأ بنصب {الصلاة} ; فعلى تقدير: المقيمين، فحذف النون تخفيفا، وهو ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ضم الدال من {البدن} ; فهو جمع (بدنة) ; كـ (خشبة، وخشب) ، والإسكان يجوز أن يكون مخففا من الضم، ويجوز أن يكون جمع (بدن) ; كـ (وثن، ووثن) ، ويقوي الإسكان أنه نعت، وقد تقدم ذكر ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 464 ] ومن قرأ: {صواف} ; فالمعنى: مصفوفة، و {صوافن} : جمع (صافن) ; وهو الرافع إحدى يديه، وقد تقدم ذكره.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {صوافي} ; فمعناه: خوالص لله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {القنع} ; فهو مقصور من {القانع} ، وقد تقدم ذكر نظائره.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {والمعتر} ; بكسر الراء، والتخفيف; فأصله: (المعتري) ، فحذف الياء، ومعناه كمعنى {والمعتر} ، وقد تقدم ذكره.

                                                                                                                                                                                                                                      والتاء والياء في لن ينال الله لحومها ظاهران.

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك القول في أذن للذين يقاتلون ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {وصلوات} : (الصلوات) : جمع (صلاة) ، و {صلوات} : مخفف من {صلوات} ، وهو جمع (صلوة) ، وإن كان غير مستعمل، وكذلك:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 465 ] {وصلوات} ; مثل: (حجرة، وحجرات) ، و {صلوات} : جمع (صلوة) ; كـ (رشوة، ورشوات) ، ولم يستعمل أيضا، وبقية القراءات تداخل في اللغات، منقولة من اللغة السريانية والعبرانية إلى اللغة العربية.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الكلبي: (الصلوات) : مساجد اليهود، وقال الجحدري: هي مساجد النصارى، وقال قطرب: هي الصوامع الصغار، ولم يسمع لها بواحد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وبئر معطلة : معطوف على {قرية} ; أي: من أهل قرية وأهل بئر، ويجوز أن يحمل على المعنى; لأن (القرية) يراد بها: الاجتماع، والكثرة، فصار خبر (كأين) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {معطلة} ; فهو من (أعطلتها) ، منقول من (عطلت) ، أو (عطلت) ، وكونه منقولا من (عطلت) - بالفتح- أشبه.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {معاجزين} .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية