الإعراب:
التأنيث في {مرضعة} لجريانها على الفعل، ويجوز: (مرضع) .
ومن قرأ: {وترى الناس سكارى}; فمعناه: تحسبهم سكارى.
وقد تقدم القول في {سكارى} ، وهو مذكور في الإمالة في آخر الكتاب.
كتب عليه أنه من تولاه : موضع (أن) رفع بـ {كتب} ، والثانية مكررة على جهة التأكيد، أو عطف على الأولى، قالها واعترض عليه فيهما; لأن التكرير للتأكيد مستحيل; من جهة أن المؤكد لم يتم، وإنما يصلح التأكيد بعد تمام المؤكد، وتمام (أن) الأولى بصلتها عند قوله: الزجاج، عذاب السعير ، وكذلك [ ص: 441 ] العطف على (أن) الأولى لا يكون إلا بعد تمامها; لأن الموصول لا يعطف عليه إلا بعد تمامه.
والأحسن أن تكون (أن) الثانية خبر مبتدأ محذوف; التقدير: كتب عليه أنه من تولاه فشأنه أن يضله، أو يكون على تقدير: فله أن يضله; أي: فله إضلاله وهدايته إلى عذاب السعير.
والنصب والرفع في {ونقر} ظاهران.
وقوله: اهتزت وربت : {وربئت} : راجع إلى معنى: {وربت} ، وهو بمعنى: ارتفاع الأرض; من قولك: (ربأت القوم) ; إذا أشرفت عليهم مكانا عاليا; لتحفظهم.
ثاني عطفه : حال من المضمر في {يجادل} .
وأن الله ليس بظلام للعبيد : يجوز أن يكون موضع {أن} جرا على العطف على (ما) من قوله: بما قدمت يداك ، ويجوز أن يكون رفعا; على تقدير: والأمر أن الله، ويجوز الكسر على الاستئناف.
[ ص: 442 ] ومن قرأ: {خاسر الدنيا والآخرة}; فهو اسم الفاعل منصوب على الحال، والجملة في قراءة من قرأ: خسر الدنيا والآخرة : بدل من قوله: انقلب على وجهه .
وتقدم القول في اللام من يدعو لمن ضره أقرب من نفعه .
وتخفيف الباء من (الدواب) بعيد، ووجه حذف إحدى الباءين كراهة التضعيف; كما قالوا: (ضر) ، و (شر) ، وشبهه.
وقوله: وكثير حق عليه العذاب : يجوز أن يكون ابتداء وخبرا، ويجوز أن يكون معطوفا; على أن يكون السجود التذلل والانقياد.
ويجوز أن ينتصب {كثير} على تقدير: وأهان كثيرا حق عليه العذاب، ونحوه.
وقوله: كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها : من غم بدل من {منها} ، وهو بدل بعض من كل; لأن الغم كأنه بعضها.
وقيل: إن التقدير: كل حين أرادوا أن يخرجوا منها من غم; لم يخرجوا منها، فحذف الراجع من الصفة.
[ ص: 443 ] ومن قرأ: {يحلون فيها من أساور}; فهو من قوله: (لم أحل منه بطائل) ; أي: لم أظفر به، فجعل ما يحلون به شيئا ظفروا به.
وقوله: {ولؤلؤا} : من جره; عطفه على {ذهب} ، ومن نصبه; جاز أن يعطف على موضع الجار والمجرور، فكأنه قال: يحلون أساور، ويحلون لؤلؤا، وفي الكلام حذف; كأنه قال: ويحلون لؤلؤا مرصعا بذهب وفضة; لأن اللؤلؤ إذا انفرد لا يكون حلية، وقد أجاز قوم كونه حلية، واستدلوا بقول الله تعالى: وتستخرجوا منه حلية تلبسونها [النحل: 14].
أبو علي: إنما سمي {حلية} ; لما يؤول إليه أمره إذا رصع بالذهب والفضة.
وقوله: سواء العاكف فيه والباد : من نصب {سواء} ; احتمل أن يكون مفعولا ثانيا لـ (جعل) ، واحتمل أن يكون المفعول الثاني {للناس} ، ويكون {سواء} حالا من المضمر المقدر مع حرف الجر في قوله: {للناس} ، والعامل فيه المعنى، أو يكون حالا من المفعول الأول; وهو الهاء في {جعلناه} ، والعامل فيه (جعلنا) ، كأنه قال: سويناه للناس سواء، ويرفع {العاكف} به; أي: مستويا فيه العاكف والبادي، والمصدر يأتي بمعنى اسم الفاعل، فـ {سواء} بمعنى: مستويا; كقولهم: (رجل عدل) ; بمعنى: عادل، وعليه أجاز سيبويه: (مررت برجل سواء [ ص: 444 ] هو والعدم) ; أي: مستو هو والعدم.
ومن قرأ برفع {سواء} ; جاز أن يكون خبر ابتداء مقدما; تقديره: العاكف فيه والبادي سواء، وجاز أن يكون {سواء} رفعا بالابتداء، و {العاكف} : رفع بـ {سواء} ، ويسد مسد الخبر، وهذا على أن يكون {سواء} بمعنى: مستو، وفيه بعد; لأن {سواء} لا يعمل إذا كان بمعنى: مستو حتى يعتمد على شيء قبله، فإن جعل {سواء} وما بعده في موضع المفعول الثاني لـ (جعلنا) ; حسن ارتفاعه بالابتداء، وهو بمعنى: مستو، و {العاكف} : مرتفع به، ويسد مسد الخبر.
ومن قرأ: {وأذن في الناس بالحج}; فهو معطوف على {بوأنا} ; كأنه قال: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت وأذن في الناس بالحج، وجزم {يأتوك} على أنه جواب وطهر بيتي ، وقراءة الجماعة ظاهرة.
ومن قرأ: {رجالا} ; فهو جمع (راجل) كـ (كاتب، وكتاب) .
ومن قرأ: {رجالا} ; بالتخفيف; فهو مما جاء من الجمع على (فعال) ; نحو: (عراق) ، و(رخال) ، وهو نادر.
[ ص: 445 ] ومن قرأ: {رجالى} ; فهو مثل (سكارى) ، و {رجالا} : جمع (راجل) ; (كصائم وصيام) ، وقد حكي فيه: (أراجل) ، و(أراجيل) ، و {رجالى} ، و (رجلان) .
وقوله: ليشهدوا منافع لهم : يجوز أن تكون اللام للأمر، فيوقف على قوله: من كل فج عميق ، ويجوز أن تكون الجارة، ويكون التقدير: يأتوك; ليشهدوا منافع لهم.
* * *