التفسير: 
قوله تعالى: وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون  أي: يجير من عذابه، ولا يجير عليه أحد من خلقه. 
وقوله: قل فأنى تسحرون  أي: كيف يخيل لكم الحق باطلا؟! وفي هذه الآي دليل على جواز جدال الكفار، وإقامة الحجة عليهم.  
وقوله: ما اتخذ الله من ولد   : الآية: في الكلام فيها حذف; والمعنى: لو كانت معه آلهة; لانفرد كل إله بخلقه، ولعلا بعضهم على بعض; أي، ولغالب بعضهم بعضا. 
 [ ص: 505 ] وقوله: قل رب إما تريني ما يوعدون   : جوابه: فلا تجعلني في القوم الظالمين  ، والنداء معترض; والمعنى: إما تريني ما يوعدون من إهلاكهم; فلا تهلكني معهم. 
وقوله: ادفع بالتي هي أحسن السيئة   : قال  الحسن:  يعني: الإغضاء، والصفح. 
 مجاهد،  وغيره: يعني: السلام، وقيل: هو منسوخ بالجهاد، وتقدير الآية: ادفع بالخلة التي هي أحسن الخلة السيئة.
وقوله: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين  يعني المس، والوسوسة، و(الهمز) في اللغة: شدة الدفع; فالشياطين يدفعون الناس إلى المعاصي بشدة الإغراء. 
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه [كان يعلمهم من الفزع كلمات:"أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون".  ابن زيد]:  همزات الشياطين  خنقهم الناس. 
وقوله: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون   : [قيل: جاء {ارجعون} ] على تعظيم الذكر للمخاطب، وقيل: استغاثوا أولا بالله عز وجل، فقال قائلهم: {رب} ، ثم رجع إلى مخاطبة الملائكة، فقال: {ارجعون} ; أي: أرجعوني إلى الدنيا، قاله ابن جريج، وقياس قول المازني أن يكون المعنى: أرجعني أرجعني، فجمع;  [ ص: 506 ] ليدل على معنى التكرير، وكذلك قال في التثنية في: ألقيا في جهنم   [ق:24]. 
قال  الضحاك:  المراد به: أهل الشرك. 
وقوله: ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون   : تقدم القول في (الوراء) . 
قال  مجاهد،   وابن زيد:   (البرزخ) ههنا: الحاجز بين الموت والبعث، وعن  مجاهد  أيضا: هو الحاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا. 
 الضحاك:  هو ما بين الدنيا والآخرة. 
وقيل (البرزخ) : الإمهال، وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ. 
وقوله: فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون  يعني: النفخة الأولى، فإذا نفخ في الصور النفخة الثانية; قاموا ينظرون، ويتساءلون. 
وقيل: المعنى: لا تفاخر بينهم في الأنساب كما كان في الدنيا. 
وقال  ابن عباس:  لا يتساءلون عند النفخة الأولى، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون   [الصافات: 27]: في الجنة، وقد تقدم القول في ذلك. 
وقوله: تلفح وجوههم النار   (اللفح) : ضرب السموم الوجه، و(الكلوح) : تقلص الشفتين عن الأسنان. 
ابن عباس: {كالحون} : عابسون. 
وقوله: قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا  أي: كتبت علينا شقوة، فغلبت علينا، عن مجاهد. 
 [ ص: 507 ] وقوله: قال اخسئوا فيها ولا تكلمون  أي: ابعدوا بعد الكلاب، ولا تكلموني في رفع العذاب عنكم، وقيل: هو دلالة على الغضب عليهم. 
وقوله فاتخذتموهم سخريا   (السخري) بالضم: التسخير، و(السخري) بالكسر: الهزء، وقد جاء في الهزء الضم أيضا. 
وقوله: إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون  أي: جزيتهم الفوز. 
وقيل: المعنى: لأنهم هم الفائزون، ومن كسر; استأنف. 
وقوله: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين   : سؤال توبيخ لمنكري البعث. 
وقوله: فاسأل العادين   : قال  مجاهد:  يعني: الملائكة،  قتادة:  الحساب. 
وقوله: قال إن لبثتم إلا قليلا  أي: في طول لبثكم في الدنيا. 
وقوله: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا  أي: لا لشيء، وليس ذلك من صفات الحكيم عز وجل. 
 [ ص: 508 ] وقوله: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به  أي: لا حجة له عليه; فإنما حسابه عند ربه  أي: هو يجازيه. 
				
						
						
