وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة أي: رجوعا إلى الدنيا.
و (الحسرات): جمع حسرة؛ وهي الندامة، حسر حسرة، وحسرا، وأصلها: الانكشاف، فهي انكشاف عن حال الندامة.
ومعنى التشبيه في (كذلك) أي: كتبرؤ بعضهم من بعض يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم.
ابن زيد، والربيع: يريهم الله أعمالهم السيئة ليجزوا عليها، فالتقدير: يريهم عقاب أعمالهم.
ابن مسعود، : يريهم الطاعات التي ضيعوها، وهذا في الكفار خاصة. والسدي
[ ص: 393 ] يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا : (الطب): هو الحلال، فجمع بين الصفتين؛ لأن في قوله: (طيبا) إخبارا بأنه مستلذ في الدنيا والآخرة.
وقيل: (الطيب): ما يستطاب، وذلك إذا كان حلالا أيضا.
و خطوات الشيطان : آثاره.
: أعماله، ابن عباس مجاهد : خطاياه، وقيل: هي النذور في المعاصي. وقتادة
: يعني: ما حرموه في الجاهلية من البحيرة وما ذكر معها. الحسن
يقال: (خطوت خطوة واحدة)، و (الخطوة): الاسم.
إنما يأمركم بالسوء والفحشاء أي: يزين لكم، ويسول لكم.
و (السوء): ما تسوء عاقبته، و (الفحشاء): ما فحش ذكره؛ كالزنى وشبهه.
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون قيل: يعني: في البحيرة وشبهها.
وإذا قيل لهم : الضمير راجع إلى (من) من قوله: من يتخذ من دون الله أندادا ، وقيل: هو راجع إلى (الناس) من: يا أيها الناس ، وهو اختيار الطبري.
و {ألفينا}: وجدنا، وصادفنا.
أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون : [أي: أيتبعون آباءهم [ ص: 394 ] ولو كانوا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون؟!]، والواو: للعطف، دخلت للعموم، كأنه قال: أيتبعونهم على كل حال ؟!
ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء يقال: (نعق بالغنم، ينعق نعيقا) ؛ إذا صاح بها.
والمعنى فيما روي عن وغيره: مثلك - يا ابن عباس محمد ومثل الذين كفروا في دعائك إياهم كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم، وهي لا تفهم، فحذف لدلالة المعنى، وهذا معنى قول ومذهب سيبويه، الزجاج، . والفراء
قال لم يشبهوا بالناعق، إنما شبهوا بالمنعوق به، والمعنى: مثلك ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به. سيبويه:
: مثل الذين كفروا في دعائهم الآلهة الجماد كمثل الصائح في جوف الليل، فيجيبه الصدى، فهو يصيح بما لا يسمع، ويجيبه ما لا حقيقة فيه ولا منتفع. ابن زيد
قطرب : المعنى: مثل الذين كفروا في دعائهم ما لا يفهم - يعني: الأصنام - [ ص: 395 ] كمثل الراعي إذا نعق بغنمه، وهو لا يدري أين هي؟
وقوبل المنعوق به بالناعق على القول الأول على وجه الحذف والاختصار.
قال : هو جار مجرى المقلوب، كأنه وضع الناعق مكان المنعوق به؛ كقولهم: (أدخلت القلنسوة في رأسي). أبو عبيدة