التفسير
الضمير في يتساءلون : لقريش.
وقوله: عن النبإ العظيم يعني: القرآن، عن مجاهد وقتادة، وعن قتادة أيضا: النبإ العظيم : البعث.
وقوله: الذي هم فيه مختلفون أي: منهم مصدق، ومنهم مكذب.
وقوله: كلا سيعلمون أي: سيعلمون عاقبة القرآن، أو سيعلمون البعث أحق هو أم باطل؟
و كلا : رد عليهم في إنكارهم البعث، أو تكذيبهم القرآن، فيوقف عليها، ويجوز أن تكون بمعنى: (حقا)، أو (ألا); فيبتدأ بها.
الحسن: هو وعيد بعد وعيد.
الضحاك: المعنى: كلا سيعلم الكفار، ثم كلا سيعلم المؤمنون.
وقوله: ألم نجعل الأرض مهادا أي: فراشا.
أي: والجبال أوتادا أوتادا للأرض.
أي: وخلقناكم أزواجا أصنافا، وقيل: متآلفين.
أي: وجعلنا نومكم سباتا راحة، وأصله: التمدد، يقال: (سبتت المرأة شعرها)، [ ص: 7 ] إذا حلته، وأرسلته، وقيل: أصل (السبات): قطع العمل للراحة، ومنه: (يوم السبت).
وتقدم معنى وجعلنا الليل لباسا .
وجعلنا النهار معاشا أي: متصرفا لطلب المعاش.
وبنينا فوقكم سبعا شدادا يعني: السماوات.
وجعلنا سراجا وهاجا أي: وقادا; يريد: الشمس.
ابن عباس، ومجاهد: وهاجا : منيرا متلألئا.
وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا : قال مجاهد، وقتادة: المعصرات : الرياح، وقاله ابن عباس، كأنها تعصر السحاب، وعن ابن عباس أيضا: أنها السحاب.
الحسن، وغيره: هي السماوات.
و (الثجاج): المنصب المتتابع، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما.
ابن زيد: (الثجاج): المطر الكثير.
وقوله: {لنخرج به حبا ونباتا : (الحب): ما له قشر، و (النبات): الحشيش.
وجنات ألفافا أي: بساتين ملتفة، عن ابن عباس وغيره، واحدها -في [ ص: 8 ] قول أبي عبيدة-: (لف)، وقيل: (لف)، وقيل: (لف)، و(لف): جمع (لفاء).
الكسائي: واحدها: (لفيف).
وقوله: إن يوم الفصل كان ميقاتا أي: وقتا لاجتماع الخلائق.
وقوله: وفتحت السماء فكانت أبوابا أي: طرقا للملائكة، وقيل: تقطعت، فكانت قطعا كالأبواب، فانتصاب (الأبواب) على هذا التأويل بحذف الكاف، وقيل: التقدير: فكانت ذات أبواب; لأنها لا تصير كلها أبوابا.
وقوله: فكانت سرابا أي: لا شيء; كما أن السراب كذلك.
وقوله: إن جهنم كانت مرصادا أي: ذات إرصاد، على النسب; أي: ترصد من يمر بها.
للطاغين مآبا أي: مرجعا.
لابثين فيها أحقابا : [قيل: المعنى: أحقابا لا انقضاء لها، فحذف; لعلم السامع، وقيل: المعنى: لابثين فيها أحقابا]، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا، إلا حميما وغساقا، ثم يعذبون بعد ذلك بأنواع العذاب، فيكون {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا حالا من (الطاغين)، أو من {جهنم}، أو نعتا لـ (الأحقاب).
قال ابن عباس، وابن عمر: (الحقب): ثمانون سنة، وقاله أبو هريرة، قال: و (السنة): ثلاث مئة وستون يوما، كل يوم مثل الدنيا.
[ ص: 9 ] الحسن: (الحقب): سبعون ألف سنة.
وروى أبو أمامة عن النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الحقب الواحد ثلاثون ألف سنة".
خالد بن معدان: هي في أهل التوحيد، ويرد هذا القول قوله: إنهم كانوا لا يرجون حسابا .
مقاتل: هي منسوخة بقوله: فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ، وهذا بعيد; لأنه خبر.
وقيل: المعنى: لابثين في الأرض أحقابا; إذ قد تقدم ذكرها، ويكون الضمير في لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا لـ {جهنم}.
ابن عباس: (البرد): برد الشراب، أبو عبيدة: النوم، وقيل: هو الراحة.
وقوله: جزاء وفاقا} أي: موافقا لأعمالهم، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما.
[ ص: 10 ] وقوله: إنهم كانوا لا يرجون حسابا أي: لا يخافون حسابا، عن قتادة، وقيل: معناه: لا يرجون ثواب حساب.
وقوله: وكل شيء أحصيناه كتابا أي: كتبناه كتابا.
وقوله: إن للمتقين مفازا أي: موضع مفاز; أي: نجاة من النار.
وقد تقدم ذكر (الحدائق).
وقوله: وكواعب أترابا : تقدم ذكر (الأتراب)، و (الكواعب): معروفة.
وقوله: وكأسا دهاقا أي: ممتلئة، عن ابن عباس وغيره، عكرمة: صافية، مجاهد: متتابعة، وروي ذلك عن ابن عباس أيضا.
وتقدم معنى (اللغو).
وقوله: ولا كذابا أي: لا يكذب بعضهم بعضا.
قتادة: المعنى: لا يسمعون فيها باطلا، ولا إثما.
وقوله: جزاء من ربك عطاء حسابا أي: كافيا، قتادة: كثيرا، مجاهد: حسابا لما عملوا.
[ ص: 11 ] وقوله: لا يملكون منه خطابا أي: لا يقدر أحد من خلقه أن يكلمه يوم القيامة إلا أن يأذن له.
وقوله: يوم يقوم الروح والملائكة صفا : قال ابن عباس، وابن مسعود: ملك عظيم يجيء صفا وحده.
الشعبي، والضحاك: الروح : جبريل عليه السلام.
الحسن: الروح : بنو آدم، وروي نحوه عن ابن عباس: أن أرواح بني آدم تقوم بين النفختين مع الملائكة قبل أن ترد إلى الأجساد.
ابن زيد: {الروح}: القرآن.
ومعنى وقال صوابا في قول ابن عباس: وقال: لا إله إلا الله.
مجاهد: المعنى: قال حقا في الدنيا، وعمل به.
وقوله: فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا أي: مرجعا، عن الثوري.
وقوله: إنا أنذرناكم عذابا قريبا يعني: عذاب الآخرة.
وقوله: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه : قال الحسن: يعني: المؤمن، ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا : روي: أنه يقول ذلك إذا رأى البهائم صارت ترابا بعد القصاص.


