الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      إثبات الألف في {عما يتساءلون} هو الأصل، والحذف للفرق بين الاستفهام والخبر، وهو الأكثر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 14 ] وقوله: عن النبإ العظيم : ليس تعلق عن بـ يتساءلون الذي في التلاوة; لأنه كان يلزم دخول حرف الاستفهام; فيكون: أعن النبأ العظيم؟ كقولك: (كم مالك؟ أثلاثون أم أربعون؟)، فوجب- لما ذكرناه من امتناع تعلقه بـ يتساءلون الذي في التلاوة- أن يتعلق بـ يتساءلون آخر مضمر، وحسن ذلك; لتقدم يتساءلون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وجعلنا سراجا وهاجا : تعدت فيه (جعل) إلى مفعول واحد; لأنها بمعنى: (خلق)، وتعدت في وجعلنا نومكم سباتا وما بعده إلى مفعولين; لأنها بمعنى: (صير).

                                                                                                                                                                                                                                      و (المعاش) في قوله: وجعلنا النهار معاشا : اسم زمان; ليكون الثاني هو الأول، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى: العيش، على تقدير حذف المضاف.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما الليل ; فهو لباس يغتشى فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: لابثين ; فهو اسم الفاعل من (لبث)، ويقويه: أن المصدر منه [ ص: 15 ] (اللبث); بالإسكان; كـ (الشرب)، ولو كان مثل: (فرق); لكان المصدر مفتوحا.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {لبثين}; فإنه شبهه بما هو خلقة في الإنسان; نحو: (حذر)، و (فرق); لأن باب (فعل) إنما هو لما يكون خلقة في الشيء في الأغلب.

                                                                                                                                                                                                                                      و {أحقابا}: ظرف زمان، والعامل فيه لابثين ، أو {لبثين} على تعدية (فعل).

                                                                                                                                                                                                                                      لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا : الجملة حال من المضمر في لابثين ، أو نعت لـ (أحقاب).

                                                                                                                                                                                                                                      إلا حميما وغساقا : استثناء منقطع في قول من جعل (البرد) النوم، ومن جعله من (البرودة); كان إلا حميما وغساقا} بدلا منه.

                                                                                                                                                                                                                                      وكذبوا بآياتنا كذابا : التشديد على (كذب)، والتخفيف مصدر أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 16 ] أبو علي: التخفيف والتشديد جميعا مصدر (المكاذبة); كقول الأعشى: [من مجزوء الكامل]


                                                                                                                                                                                                                                      فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعه كذابه

                                                                                                                                                                                                                                      أبو الفتح: جاءا جميعا مصدر (كذب) و (كذب) جميعا.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ضم الكاف، وشدد; فهو في قول أبي حاتم: جمع (كاذب)، ونصبه على الحال.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو الفتح: يجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف; التقدير: وكذبوا بآياتنا كذابا كذابا; فيكون (الكذاب) واحدا; كـ (رجل حسان)، وشبهه، قال: ويجوز أن يكون أراد جمع (كاذب); لأنه جعله نوعا، ووصفه بالكذب; أي: كذبا كاذبا، ثم جمعه.

                                                                                                                                                                                                                                      وكل شيء أحصيناه كتابا : انتصاب قوله: كتابا على المصدر، و {أحصيناه} بمعنى: كتبناه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 17 ] وقوله: عطاء حسابا : حسابا و {حسبا} بمعنى; ومعناه: كافيا، وكذلك من شدد، فقال: {حسابا}; كأنه قال: محسبا، إلا أنه جاء بالاسم على (فعال) من (أفعل); لأنه اسم من (أحسبه); أي: كفاه; كما جاء (أجبره، فهو جبار)، وقد تقدم ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في: رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن في الرفع والجر ظاهر، وتقدير الوقف على تقدير الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      يوم ينظر المرء ما قدمت يداه : يجوز أن تكون {ما} مفعولة بمعنى: (الذي)، ويجوز أن تكون استفهاما بمعنى: أي شيء قدمت يداه؟

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها: إحدى وأربعون آية في البصري، وأربعون في بقية الأعداد، [لم يعدوا عذابا قريبا [40]].

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية