الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ: أن جاءه الأعمى ; على الخبر; فـ {أن} في موضع نصب بـ {وتولى}; لأنه الفعل الأقرب إليه; كأنه قال: وتولى لمجيء الأعمى إليه، ومن أعمل الفعل الأول; نصبها بـ {عبس}، ويكون معمول {وتولى} محذوفا; كأنه قال: [ ص: 36 ] وتولى لذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن استفهم; فـ {أن} متعلقة بفعل محذوف دل عليه عبس وتولى ; التقدير: آن جاءه أعرض عنه وتولى؟ ويوقف على هذه القراءة على {وتولى}، ولا يوقف عليه على قراءة الخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن نصب فتنفعه ; جعله جواب (لعل); لأنه غير موجب، وقوله: أو يذكر في تقدير المعطوف على يزكى ; والمعنى: لعله يكون منه تذكر فانتفاع، فانتصاب (تنفعه) بإضمار (أن).

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ضم التاء من تلهى ; فالمعنى: يلهيك عنه الإقبال على غيره.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {نشره}; بغير ألف; فهي لغة فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح الهمزة من أنا صببنا ; فعلى أنه بدل من {طعامه}; [ ص: 37 ] التقدير: فلينظر الإنسان إلى حدوث طعامه، وصب الماء، وشق الأرض.

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو علي: فالإنبات مشتمل على حدوث الطعام، فهو بدل اشتمال، فالثاني- على قوله- مشتمل على الأول، والمعروف أن يشتمل الأول على الثاني، فيكون حدوث الطعام مشتملا على ما ذكر بعد من الأشياء.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر (أن); جعل الجملة تفسيرا لـ (النظر).

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها في البصري: إحدى وأربعون آية، وكذلك هي في عدد أبي جعفر، وفي الشامي: أربعون آية، وفي بقية الأعداد: اثنتان وأربعون آية.

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها ثلاث آيات:

                                                                                                                                                                                                                                      {الصاخة} [33]: الجماعة سوى الشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      {ولأنعامكم} [32]: الجماعة سوى البصري، والشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      إلى طعامه} [24]: الجماعة سوى أبي جعفر.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية