الكلام على حديث شؤم السيف
وقد زاد من طريق الدارقطني «والسيف»، وإسناده صحيح إلى أم سلمة: وهو رواه عن بعض أهل الزهري، عنها. أم سلمة
قال والمبهم هو الدارقطني: أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، سماه عبد الرحمن بن إسحاق عن في روايته. الزهري
وأخرجه من هذا الوجه موصولا عن ابن ماجه أنها حدثت بهذا الحديث، وزادت فيه: «والسيف»، وقد روى أم سلمة: الحديث المتقدم في ذكر الأمور المشؤومة فأدرج فيه السيف، وخالف فيه في الإسناد أيضا. وجاء عن النسائي أنها أنكرت الحديث المذكور في شؤم تلك الأمور. فروى عائشة: عنها في «مسنده»: عن أبو داود الطيالسي محمد بن راشد، عن مكحول، قال: قيل إن لعائشة: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الشؤم في ثلاثة». فقالت: لم يحفظ، إنه دخل، وهو يقول: «قاتل الله اليهود، يقولون: الشؤم في ثلاثة»، فسمع آخر الحديث، ولم يسمع أوله. أبا هريرة ومكحول لم يسمع من فهو منقطع. عائشة،
[ ص: 147 ] لكن روى أحمد، وابن خزيمة، من طريق والحاكم عن قتادة، أبي حبان: بني عامر دخلا على فقالا: إن عائشة، قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الطيرة في الفرس والمرأة والدار». فغضبت غضبا شديدا، وقالت: ما قاله، وإنما قال: إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك. أبا هريرة انتهى. أن رجلين من
قال في «الفتح»: ولا معنى لإنكار ذلك على مع موافقة غيره من الصحابة له في ذلك. وقد تأوله غيرها على أن ذلك سبق لبيان اعتقاد الناس في ذلك، لا أنه إخبار من النبي -صلى الله عليه وسلم- بثبوت ذلك. وسياق الأحاديث الصحيحة المتقدم ذكرها يبعد هذا التأويل. أبي هريرة،
قال هذا جواب ساقط؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يبعث ليخبر الناس عن معتقداتهم الماضية أو الحاصلة، وإنما بعث لتعليمهم ما يلزمهم أن يعتقدوه. ابن العربي:
قلت: وفيه نظر، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يبعث لذلك، ولكنه حكى عن أهل الكتاب وغيرهم بعض أفعالهم وأقوالهم، بل قد حكى الله عنهم في كتابه كقوله -صلى الله عليه وسلم-: ونحوه من الأحاديث. وآيات الكتاب العزيز في ذلك كثيرة جدا. «قاتل الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»،
وإنكار على عائشة متوجه إلى نسيان أول الحديث، لا إلى أنه ليس بحديث أصلا. فلا منافاة ولا تعارض بين الأحاديث. فإن ثبت حديث أبي هريرة عند أهل المعرفة بالحديث، فذاك حجة رافعة للإشكال؛ لأن الزيادة عن الثقة مقبولة. [ ص: 148 ] وحديثها - رضي الله عنها - من باب الزيادة، لا من باب المعارضة. والله أعلم. عائشة
وأما ما أخرجه من حديث الترمذي حكيم بن معاوية، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ففي إسناده ضعف، ولكن لا ينزل عن درجة المتابعة والشهادة. ولكن قضى القاضي العلامة «لا شؤم، وقد يكون اليمن في المرأة، والدار، والفرس». محمد بن الشوكاني - رحمه الله - بأنه مخالف للأحاديث الصحيحة، وقال: فالحق ما أسلفناه من الجمع، ببناء العام على الخاص. والله - عز وجل - أعلم. انتهى.
وقال بعض أهل العلم في معنى حديث: وحديث «التشاؤم» ما نصه: كانت العرب تزعم أن عظام الميت إذا بليت تصير هامة تخرج من القبر، وتأتي بأخبار أهله. «لا عدوى ولا هامة»،
وقيل: كانت تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني اسقوني، فإذا أدرك بثأره، طارت. فأبطل صلى الله عليه وسلم ذلك الاعتقاد.