الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حكم السجود لغير الله

عن عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان في نفر من المهاجرين والأنصار، فجاء بعير، فسجد له.

فقال له أصحابه: يا رسول الله! تسجد لك البهائم والشجر، فنحن أحق أن نسجد لك. فقال: «اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»
الحديث رواه أحمد.

معناه: اعبدوا ربكم، بتخصيص السجدة له ؛ فإنها غاية العبودية، ونهاية العبادة.

وعظموا أخاكم تعظيما يليق له بالمحبة القلبية، والإكرام المشتمل على الإطاعة لا العبادة.

وفيه إشارة إلى قوله تعالى: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين [آل عمران: 79] و ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم [المائدة: 117] وأما سجدة البعير، فخرق للعادة، واقع بتسخير الله تعالى وأمره، فلا مدخل له صلى الله عليه وسلم في فعله.

والبعير معذور، حيث إنه مأمور من ربه كأمر الله تعالى ملائكته أن يسجدوا لآدم - عليه السلام -.

التالي السابق


الخدمات العلمية