الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وجاء في الخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان nindex.php?page=treesubj&link=1248_1239يصلي بعد الوتر ركعتين جالسا وفي بعضها متربعا وفي بعض الأخبار إذا أراد أن يدخل فراشه زحف إليه وصلى فوقه ركعتين قبل أن يرقد يقرأ ، فيهما : إذا زلزلت الأرض ، وسورة التكاثر وفي رواية أخرى : قل يا أيها الكافرون .
( وجاء في خبر أنه صلى الله عليه وسلم كان nindex.php?page=treesubj&link=1248_1239يصلي بعد الوتر جالسا ركعتين) . قال العراقي: أخرجه مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة. اهـ .
قلت: وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من طريق الحسن، عن سعد بن هشام الأنصاري بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=705639أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: كان يصلي العشاء، ثم يتجوز بركعتين، وقد أعد سواكه وطهوره، فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه فيتسوك ويتوضأ فيصلي ركعتين، ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات، يسوي بينهن في القراءة، ثم يوتر بالتاسعة، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم جعل تلك الثمان ستا، ثم يوتر بالسابعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس.
وأخرجه أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وفيه: nindex.php?page=hadith&LINKID=705639ثم يوتر بركعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس. قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي: هاتان الركعتان جالسا يحتمل أن تكونا بدلا مما كان يصليه قبل أن يبدن قائما، وهو ركعتان ( وفي بعضها) كان يصليهما ( متربعا وفي بعض [ ص: 356 ] الأخبار إذا أراد أن يدخل إلى فراشه زحف إليه وصلى فوقه ركعتين قبل أن يرقد، يقرأ فيهما: إذا زلزلت الأرض زلزالها، وسورة ألهاكم) .
قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس نحوه وضعفه، وليس فيه زحف إليه ولا ذكر ألهاكم التكاثر. اهـ .
قلت: وأخرجه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، ( وفي رواية أخرى: قل يا أيها الكافرون) أي: بدل ألهاكم، وهذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من حديث سعد بن هشام، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وتقدم ذكره، وفي آخره: ثم يصلي ركعتين، وهو جالس يقرأ فيهما بقل يا أيها الكافرون، وإذا زلزلت، وعقد nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف بابا في الصلاة، بعد الوتر فذكر عن أبي مجلز أنه كان لا يصلي بعد الوتر إلا ركعتين، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: إن استطعت أن لا تصلي صلاة إلا سجدت بعدها سجدتين فافعل.
وذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم أنه سئل عنهما فحلف بالله إنهما لبدعة. وعن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أنه كره الصلاة بعد الوتر، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه سئل عن السجدتين بعد الوتر، فقال: هذا شيء قد ترك. اهـ .
وفي القوت: وإن كان قد صلى ركعتين من جلوس بعد وتره الأول، ثم استيقظ للصلاة شفعتا وتره الركعة الواحدة لأنهما بمنزلة ركعة واحدة تشفع له ركعة الوتر التي صلاها قبلها، ثم ليصل من الليل مستأنفا ما بدا له، ثم يوتر بركعة واحدة في آخر صلاته، فيكون له في ذلك ثلاثة أعمال قصر الأمل وتحصيل الوتر، والوتر من آخر الليل، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين جالسا بعد وتره - والله أعلم- يقرأ فيهما جالسا بسورة الزلزلة، وسورة التكاثر، أو قل يا أيها الكافرون. فقد جاء ذلك في حديثين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيهما بذلك؛ لما في الزلزلة والتكاثر من التخويف والوعظ، ولما في سورة الكافرون من التنزيه من عبادة سوى المعبود وإفراد العبادة له بالتوحيد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عند النوم، وأوصى رجلا يقرؤها عند منامه. اهـ .