فخصصت هذه الأوقات بالتسبيح والاستغفار حذرا من الملل بالمداومة ، وتفرجا بالانتقال من نوع عبادة إلى نوع آخر . ففي تعطيل هذه الأوقات زيادة تحريض وبعث على انتظار انقضاء الوقت
ففي الاستطراف والاستجداد لذة ونشاط وفي الاستمرار على شيء واحد استثقال وملال ولذلك لم تكن الصلاة سجودا مجردا ولا ركوعا مجردا ولا قياما مجردا بل رتبت العبادات من أعمال مختلفة ، وأذكار متباينة فإن القلب يدرك من كل عمل منهما لذة جديدة عند الانتقال إليها ولو واظب على الشيء الواحد لتسارع إليه الملل .
فإذا كانت هذه أمورا مهمة في النهي عن ارتكاب أوقات الكراهة ، إلى غير ذلك من أسرار أخرى ليس في قوة البشر الاطلاع عليها والله ورسوله أعلم بها .
فهذه المهمات لا تترك إلا بأسباب مهمة في الشرع مثل قضاء الصلوات وصلاة الاستسقاء والخسوف وتحية ، المسجد .
فأما ما ضعف عنها فلا ينبغي أن يصادم به مقصود النهي .
هذا هو الأوجه عندنا ، والله أعلم .
كمل كتاب أسرار الصلاة من كتاب إحياء علوم الدين .
يتلوه إن شاء الله كتاب أسرار الزكاة بحمد الله وعونه وحسن توفيقه .
والحمد لله وحده وصلاته على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .