وقال أبو داود في باب حدثنا التشديد في الدين سليمان بن داود [ ص: 80 ] المهري أنبأنا حدثني ابن وهب أنه سمع سعيد بن أبي أيوب أبا عبد الله القرشي سمعت عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { أبا بردة بن أبي موسى الأشعري } . : إن أعظم الذنوب عند الله عز وجل أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عز وجل عنها أن يموت رجل عليه دين لا يدع له قضاء
كذا في نسخة " إن أعظم " وفي نسخة " إن من أعظم أبو عبد الله القرشي تفرد عنه سعيد فلهذا قال بعضهم لا يعرف لكن سعيد من الثقات الذين روى لهم الجماعة . والله أعلم ، وقد يقال : والأخبار السابقة عامة وإخراج هذا الفرد منها يفتقر إلى دليل والأصل عدمه ، وهذا ضعيف ، ولأنه دين ثابت في الذمة ; لأن الموت لا يسقطه بدليل صحة ضمانه ، ولو جاز لرب الدين قبضه ، ولأن من ضمن مفلسا حيا لا يبرأ بموته ولو برئ المضمون برئ الضامن وما ثبت الأصل دوامه واستمراره ولم يزل إلا بمزيل . تبرع إنسان بقضائه
وزواله من غير بدل ولا تعويض إجحاف بصاحب الحق وإضرار به فوجب اطراحه ، وهذا ضعيف أيضا ، وحديث عبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف ; لأن ابن معين وأبا داود وغيرهم ضعفوا والنسائي صدقة بن موسى وهو الدقيقي وقيس بن زيد لم أجد من يروي عنه غير . أبي عمران الجوني
وقال ليس بالقوي وقاضي المصرين وهما أبو الفتح الأزدي البصرة والكوفة هو الإمام المشهور ، وإن صح هذا الخبر فإنما هو في حق من أصيب في ماله فقابل ثواب المصيبة حق صاحب المال فلهذا خلص من تبعته في الآخرة بخلاف مسألتنا : { شريح القاضي ولا يظلم ربك أحدا } .
من أن الخبر لا يلزم منه سقوط المطالبة عن كل مدين ولله سبحانه أن يتفضل بما شاء على ما يشاء من عباده ، ولأنه في الآخرة موسر مكلف فكلف بالخلاص من الحق كما لو أيسر في الدنيا ، ويساره إما بحسناته ، وإما بأن يحمل من سيئات صاحبه عليه كما دل عليه الخبر الصحيح . وبهذا يعرف ضعف القول بأنه من تكليف المحال وهو أيضا لزمه بفعله واختياره .
[ ص: 81 ] ودعوى أنه غير آثم إن أريد بوجه ما فممنوع ، وإن أريد به من بعض الجهات فيسلم ، ولكن لا ينتج الدليل ، وبسط القول في ذلك يطول وفيما ذكرنا كفاية إن شاء الله تعالى ، أما إن ومات معسرا غير مكلف لم يمكن القول بأن صاحبه لا يجازى عليه ولا أنه يتبع به غير المكلف ; لأنه يفضي إلى تكليفه ودخوله النار بتحميله من سيئات صاحب المال . أنفقه أو أتلفه مسلم غير مكلف
وقد نقل وغيره إجماع العلماء على أن من الإمام أحمد ، فتعين أنه بمنزلة حرقه ، وغرقه ، ونحو ذلك من المصائب والله سبحانه وتعالى أعلم . مات مسلما صغيرا من أهل الجنة