[ ص: 22 ] ثم دخلت سنة سبع ومائة 
فيها خرج باليمن  رجل يقال له : عباد الرعيني    . فدعا إلى مذهب الخوارج  ، واتبعه فرقة من الناس ، وحكموا ، فقاتلهم يوسف بن عمر  فقتله وقتل أصحابه ، وكانوا ثلاثمائة . ولله الحمد . 
وفيها وقع بالشام  طاعون شديد . وفيها غزا معاوية بن هشام  الصائفة  وعلى جيش أهل الشام   ميمون بن مهران  فقطعوا البحر إلى قبرس     . وغزا مسلمة  في البر في جيش آخر . 
وفيها ظفر أسد بن عبد الله القسري  بجماعة من دعاة بني العباس  بخراسان  فصلبهم وأشهرهم . 
وفيها غزا أسد القسري  جبال نمرون  ملك الغرشستان  مما يلي جبال الطالقان  فصالحه نمرون  وأسلم على يديه . 
وفيها غزا أسد  الغور ، وهي جبال هراة  ، فعمد أهلها إلى حواصلهم وأموالهم وأثقالهم ، فجعلوا ذلك كله في كهف منيع ، لا سبيل لأحد عليه ، وهو مستفل   [ ص: 23 ] جدا ، فأمر أسد  بالرجال فجعلوا في توابيت ودلاهم إليه ، وأمرهم بوضع ما هنالك في التوابيت ، فلما جمعوا ما هنالك قعد الرجال في التوابيت ورفعوهم ، فسلموا وغنموا . وهذا رأي سديد . 
وفيها أمر أسد  بجمع ما حول بلخ  إليها ، واستناب عليها برمك  والد خالد بن برمك  وبناها بناء جيدا جديدا محكما ، وحصنها وجعلها معقلا للمسلمين . 
وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام بن إسماعيل  أمير الحرمين . 
				
						
						
