وممن توفي فيها من الأعيان :
عطاء بن أبي رباح
الفهري مولاهم أبو محمد المكي أحد كبار التابعين الثقات الرفعاء ، يقال : إنه أدرك مائتي صحابي .
[ ص: 70 ] وقال ابن سعد : سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود ، أعور ، أفطس ، أشل ، أعرج ، ثم عمي بعد ذلك ، وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث .
وقال أبو جعفر الباقر وغير واحد : ما بقي أحد في زمانه أعلم بالمناسك منه . وزاد بعضهم : وكان قد حج سبعين حجة ، وعمر مائة سنة ، وكان في آخر عمره يفطر في رمضان ; من الكبر والضعف ، ويفدي عن إفطاره ، ويتأول الآية : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين [ البقرة : 184 ] .
وكان ينادي منادي بني أمية في أيام منى : لا يفتي الناس في الحج إلا عطاء بن أبي رباح .
وقال أبو جعفر الباقر : ما رأيت فيمن لقيت أفقه منه .
وقال الأوزاعي : مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عندهم .
وقال : كان المسجد فراش ابن جريج عطاء عشرين سنة . وكان من أحسن الناس صلاة .
وقال قتادة : كان ، سعيد بن المسيب والحسن ، وإبراهيم ، هؤلاء [ ص: 71 ] أئمة الأمصار . وعطاء
وقال عطاء : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أكن سمعته ، وقد سمعته قبل أن يولد .
الجمهور على أنه مات في هذه السنة ، رحمه الله .