[ ص: 485 ] وممن توفي فيها من الأعيان : الربيع بن صبيح ،   وسفيان بن حسين ،  أحد أصحاب الزهري ،   وشعبة بن الحجاج  بن الورد العتكي الأزدي أبو بسطام الواسطي ،  ثم انتقل إلى البصرة    . رأى شعبة  الحسن ،   وابن سيرين ،  وروى عن أمم من التابعين ، وحدث عنه خلق من مشايخه وأقرانه وأئمة الإسلام ، وهو شيخ المحدثين الملقب فيهم بأمير المؤمنين . قاله الثوري    . 
وقال  يحيى بن معين :  هو إمام المتقين . وكان في غاية الورع والزهد والتقشف والحفظ وحسن الطريقة . 
وقال  الشافعي    : لولاه ما عرف الحديث بالعراق    . 
وقال  الإمام أحمد    : كان أمة وحده في هذا الشأن ، ولم يكن في زمانه مثله . 
وقال محمد بن سعد    : كان ثقة مأمونا حجة ، صاحب حديث . 
 [ ص: 486 ] وقال  وكيع    : إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة  في الجنة درجات بذبه عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وقال صالح بن محمد جزرة    : كان شعبة  أول من تكلم في الرجال ، وتبعه  يحيى القطان ،  ثم أحمد   وابن معين    . 
وقال ابن مهدي    : ما رأيت أعقل من مالك ،  ولا أشد تقشفا من شعبة ،  ولا أنصح للأمة من ابن المبارك ،  ولا أحفظ للحديث من الثوري    . 
وقال مسلم بن إبراهيم    : ما دخلت على شعبة  في وقت صلاة إلا ورأيته يصلي ، وكان أبا الفقراء وأمهم . 
وقال النضر بن شميل    : ما رأيت أرحم بمسكين منه ، كان إذا رأى مسكينا لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عنه . 
وقال بعضهم : ما رأيت أعبد منه; لقد عبد الله حتى لصق جلده بعظمه . 
وقال  يحيى القطان    : ما رأيت أرق للمسكين منه ، كان يدخل المسكين منزله فيعطيه ما أمكنه . 
 [ ص: 487 ] قال محمد بن سعد  وغيره : مات في أول سنة ستين ومائة بالبصرة  عن ثمان وسبعين سنة . 
				
						
						
