[ ص: 523 ] ثم دخلت سنة أربع وستين ومائة 
فيها غزا عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ،  بلاد الروم ،   فأقبل إليه ميخائيل البطريق  في نحو تسعين ألفا ، فيهم طازاذ الأرمني البطريق ،  ففشل عنه عبد الكبير ،  ومنع المسلمين من القتال ، وانصرف ، فأراد المهدي  ضرب عنقه ، فكلم فيه ، فحبسه في المطبق . وفي يوم الأربعاء في أواخر ذي القعدة أسس المهدي  قصرا من لبن بعيساباذ ،  ثم عزم على الذهاب إلى الحج ، فقل الماء ، وأصابه حمى ، فرجع من أثناء الطريق ، فعطش الناس في الرجعة حتى كاد بعضهم يهلك ، فغضب المهدي  على يقطين  صاحب المصانع ، وبعث من حيث رجع صالح ابن أبي جعفر  ليحج بالناس ، فحج بهم عامئذ . 
وفيها توفي حماد الراوية     - في قول - وكان من أعلم الناس بأيام الناس والشعر والعربية والأدب ، وقد كانت بنو أمية  تعظمه وتسني جائزته ، وقد دخل على المنصور  والمهدي    . . . .  وشيبان بن عبد الرحمن النحوي    .   [ ص: 524 ]  وعبد العزيز ابن أبي سلمة الماجشون ،   ومبارك بن فضالة  صاحب  الحسن البصري  
				
						
						
