[ ص: 197 ] ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائتين
في أواخر المحرم منها المأمون في العساكر من بغداد قاصدا بلاد الروم لغزوهم ، واستخلف على ركب بغداد وأعمالها إسحاق بن إبراهيم بن مصعب ، فلما كان بتكريت تلقاه محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب من المدينة النبوية ، فأذن له المأمون في الدخول على ابنته أم الفضل بنت المأمون وكان معقود العقد عليها في حياة أبيه فدخل بها ، وأخذها معه إلى بلاد الحجاز ، وتلقاه أخوه أبو إسحاق بن الرشيد من الديار المصرية قبل وصوله إلى الموصل وسار المأمون في جحافل كثيرة إلى بلاد طرسوس في جمادى الأولى منها ، وفتح حصنا هناك عنوة وأمر بهدمه ، ثم رجع المأمون من بلاد الروم إلى دمشق فنزلها وعمر دير مران بسفح قاسيون ، وأقام بدمشق مدة .
وحج بالناس فيها عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس .