[ ص: 205 ] ثم دخلت سنة سبع عشرة ومائتين
في المحرم منها المأمون الديار المصرية ، وظفر بعبدوس الفهري ، فأمر فضربت عنقه ، ثم كر راجعا إلى دخل الشام . وفيها ركب المأمون إلى بلاد الروم أيضا ، فحاصر لؤلؤة مائة يوم ، ثم ارتحل عنها واستخلف على حصارها عجيفا ، فخدعته الروم فأسروه ، فأقام في أيديهم ثمانية أيام ، ثم انفلت من أيديهم ، واستمر محاصرا لهم ، فجاء ملك الروم بنفسه فأحاط بجيشه من ورائه ، فبلغ المأمون فسار إليه ، فلما أحس توفيل بقدومه انصرف هاربا من وجهه ، وبعث إليه الوزير الذي يقال له : الصنغل . فسأله الأمان والمصالحة والمهادنة ، لكنه بدأ بنفسه في كتابه إلى المأمون فرد عليه المأمون كتابا بليغا مضمونه التقريع والتوبيخ ، وإني إنما أقبل منك الدخول في الحنيفية وإلا فالسيف والقتل ، والسلام على من اتبع الهدى .
وفيها حج بالناس سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي .