وفيها توفي من سادات المحدثين :
إسحاق الفروي ، [ ص: 278 ] وإسماعيل بن أبي أويس ، وسنيد بن داود صاحب التفسير ، وغسان بن الربيع ، ويحيى بن يحيى التميمي ، شيخ مسلم بن الحجاج .
وأبو دلف العجلي القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمير بن شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزى بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم ، أبو دلف العجلي أحد قواد المأمون والمعتصم ، وإليه ينسب الأمير الأمير صاحب كتاب " الإكمال " . أبو نصر بن ماكولا
وكان القاضي جلال الدين القزويني خطيب دمشق يزعم أنه من سلالته ، ويذكر نسبه إليه ، وكان أبو دلف هذا كريما جوادا معطاء ممدحا ، قد قصده الشعراء من كل أوب ، وكان من جملة من يغشاه ويستمنح نداه ، وكانت لديه فضيلة في الأدب والغناء ، وصنف كتبا ؛ منها [ ص: 279 ] " سياسة الملوك " ، ومنها في " الصيد والبزاة " ، وفي " السلاح " ، وغير ذلك ، وما أحسن ما قال فيه أبو تمام الطائي بكر بن النطاح الشاعر :
يا طالبا للكيمياء وعلمه مدح ابن عيسى الكيمياء الأعظم لو لم يكن في الأرض إلا درهم
ومدحته لأتاك ذاك الدرهم
وقد ذكر القاضي ابن خلكان أن ولده رأى في المنام بعد وفاة أبيه أن آتيا أتاه ، فقال : أجب الأمير . قال : فقمت معه فأدخلني دارا وحشة وعرة سوداء الحيطان مقلعة السقوف ، والأبواب ، وأصعدني في درج منها ثم أدخلني غرفة في حيطانها أثر النيران ، وفي أرضها أثر الرماد ، وإذا بأبي فيها وهو عريان واضع رأسه بين ركبتيه فقال لي كالمستفهم : دلف ؟ فقلت : دلف . فأنشأ [ ص: 280 ] يقول :
أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم ما لقينا في البرزخ الخناق
قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا فارحموا وحشتي وما قد ألاقي
فلو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شي