[ ص: 306 ] ثم دخلت سنة ثلاثين ومائتين
في جمادى منها بنو سليم حول المدينة النبوية ، فعاثوا في الأرض فسادا ، وأخافوا السبل ، وقاتلهم أهل خرجت المدينة فهزموا أهلها ، واستحوذوا على ما بين المدينة ومكة وتلك المناهل والقرى فبعث إليهم الواثق بغا الكبير أبا موسى التركي في جيش ، فقاتلهم في شعبان فقتل منهم خمسين فارسا ، وأسر مثلهم ، وانهزم بقيتهم فدعاهم إلى الأمان ، وأن يكونوا على حكم أمير المؤمنين ، فاجتمع إليه منهم خلق كثير ، فدخل بهم المدينة وسجن رءوسهم في دار يزيد بن معاوية وخرج إلى الحج في هذه السنة ، وشهد معه الموسم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب ، نائب العراق .
وحج بالناس فيها محمد بن داود المتقدم .