[ ص: 481 ] ثم دخلت سنة ستين ومائة من الهجرة
فيها بخراسان على المهدي منكرا عليه أحواله وسيرته ، يقال له : يوسف البرم . والتف عليه خلق كثير ، وتفاقم أمره وعظم الخطب به ، فتوجه إليه خرج رجل يزيد بن مزيد ، فلقيه فاقتتلا حتى تنازلا وتعانقا ، فأسر يزيد بن مزيد يوسف هذا ، وأسر جماعة من أصحابه ، فبعثه وبعثهم إلى المهدي ، فأدخلوا عليه وقد حملوا على جمال ، محولة وجوههم إلى ناحية أذناب الإبل ، فأمر الخليفة هرثمة بن أعين أن يقطع يدي يوسف ورجليه ، ثم تضرب عنقه وأعناق من معه ، وصلبهم على جسر دجلة الأكبر مما يلي عسكر المهدي ، وأطفأ الله نائرتهم ، وكفى شرهم .