كان الإمام إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو إسحاق الثقفي السراج النيسابوري أحمد يدخل إلى منزله - وكان بقطيعة الربيع في الجانب الغربي من بغداد - وينبسط فيه ويفطر عنده وكان من الثقات العلماء العباد توفي في صفر منها .
إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن حازم أبو القاسم الختلي وليس هو [ ص: 665 ] بالذي تقدم ذكره في السنين المتقدمة سمع داود بن عمرو وخلقا كثيرا وقد لينه وعلي بن الجعد فقال : ليس بالقوي . توفي في هذه السنة عن نحو ثمانين سنة . الدارقطني
أحد أئمة سهل بن عبد الله بن يونس التستري أبو محمد الصوفية لقي ذا النون المصري ، ومن كلام سهل الحسن قوله : أمس قد مات واليوم في النزع وغد لم يولد وهذا كما قال بعض الشعراء :
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
قال القاضي ابن خلكان : وكان سلوكه على يد خاله محمد بن سوار . وقيل : إنه توفي سنة ثلاث وسبعين ، فالله أعلم .عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش أبو محمد الحافظ المروزي أحد الجوالين الرحالين حفاظ الحديث والمتكلمين في الجرح والتعديل وقد يتستر بشيء من التشيع فالله أعلم .
[ ص: 666 ] روى الخطيب عنه أنه قال : شربت بولي في هذا الشأن خمس مرات . يعني أنه اضطر إلى ذلك في الأسفار في طلبه الحديث .
علي بن محمد بن أبي الشوارب عبد الملك ، الأموي البصري قاضي سامرا وقد ولي في بعض الأحيان قضاء القضاة وكان من الثقات سمع أبا الوليد وعنه وأبا عمر الحوضي النجاد وابن صاعد وابن قانع ، وحمل الناس عنه علما كثيرا .
ابن الرومي الشاعر
صاحب الديوان في الشعر وهو مولى عبد الله بن جعفر علي بن العباس بن جريج أبو الحسن المعروف بابن الرومي وكان شاعرا مشهورا مطبقا ، فمن ذلك قوله :
إذا ما مدحت الباخلين فإنما تذكرهم ما في سواهم من الفضل [ ص: 667 ]
وتهدي لهم غما طويلا وحسرة فإن منعوا منك النوال فبالعدل
إذا ما كساك الدهر سربال صحة ولم تخل من قوت يلذ ويعذب
فلا تغبطن المترفين فإنه على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب
عدوك من صديقك مستفاد فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه يكون من الطعام أو الشراب
إذا انقلب الصديق غدا عدوا مبينا والأمور إلى انقلاب
ولو كان الكثير يطيب كانت مصاحبة الكثير من الصواب
ولكن قل ما استكثرت إلا وقعت على ذئاب في ثياب
فدع عنك الكثير فكم كثير يعاف وكم قليل مستطاب
وما اللجج الملاح بمرويات ويكفي الري في النطف العذاب
وما الحسب الموروث لا در دره بمحتسب إلا بآخر مكتسب
فلا تتكل إلا على ما فعلته ولا تحسبن المجد يورث بالنسب [ ص: 668 ]
فليس يسود المرء إلا بنفسه وإن عد آباء كراما ذوي حسب
إذا العود لم يثمر وإن كان شعبة من المثمرات اعتده الناس في الحطب
وللمجد قوم ساوروه بأنفس كرام ولم يعبوا بأم ولا بأب
قلبي من الطرف السقيم سقيم لو أن من أشكو إليه رحيم
في وجهها أبدا نهار واضح من فرعها ليل عليه بهيم
إن أقبلت فالبدر لاح وإن مشت فالغصن راح وإن رنت فالريم
نعمت بها عيني فطال عذابها ولكم عذاب قد جناه نعيم
نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها ثم انثنت نحوي فكدت أهيم
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت وقع السهام ونزعهن أليم
يا مستحل دمي محرم رحمتي ما أنصف التحليل والتحريم
وذكر ابن خلكان أشياء كثيرة غير ما أوردناه ، من ذلك قوله ، وكان يزعم أنه لم يسبق إليه :
[ ص: 669 ]
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم في الحادثات إذا دجون نجوم
منها معالم للهدى ومصابح تجلو الدجى والأخريات رجوم
كان من الحفاظ وقد ذكر أن ومحمد بن سليمان بن الحارث أبو بكر الباغندي الواسطي أبا داود كان يسأله عن الحديث ومع هذا تكلموا فيه وضعفوه .
محمد بن غالب بن حرب أبو جعفر الضبي المعروف بتمتام سمع [ ص: 670 ] عفان وقبيصة وكان من الثقات . والقعنبي
قال : وربما أخطأ . توفي في رمضان عن تسعين سنة . الدارقطني
البحتري الشاعر
صاحب الديوان المشهور ، اسمه الوليد بن عبادة ، ويقال : الوليد بن عبيد بن يحيى أبو عبادة الطائي البحتري الشاعر أصله من منبج وقدم بغداد ومدح المتوكل والرؤساء وكان شعره في المدح خيرا منه في المراثي فقيل له في ذلك ، فقال : المديح للرجاء والمراثي للوفاء وبينهما بعد . وقد روى شعره المبرد وابن درستويه وابن المرزبان ، وقيل له : إنهم يقولون إنك أشعر من فقال : لولا أبي تمام ، أبو تمام ما أكلت الخبز ، كان أبو تمام أستاذنا وقد كان البحتري شاعرا مطبقا فصيحا بليغا رجع إلى بلده فمات بها في هذه السنة ، وقيل : في التي بعدها عن ثمانين سنة .