[ ص: 792 ] ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثمائة
فيها المقتدر بالله أموالا جزيلة وضياعا على الحرمين الشريفين واستدعى بالقضاة والأعيان وأشهدهم على نفسه بما وقفه من ذلك . وقف
وفيها قدم إليه بجماعة من الأسارى من الأعراب الذين كانوا قد عدوا على الحجيج في تلك السنة ، فلم تتمالك العامة أن عدت عليهم فقتلوهم ، فأخذ بعضهم فعوقب لكونه . افتات على السلطان
وفيها وقع فأحرق السوق بكماله وفي ذي الحجة من هذه السنة حريق شديد في سوق النجارين ببغداد المقتدر بالله ثلاثة عشر يوما ، ولم يمرض في خلافته مع طولها إلا هذه المرضة . مرض
وحج بالناس فيها الفضل بن عبد الملك الهاشمي ولما خاف الوزير على الحجاج من شأن القرامطة كتب إليهم رسالة ليشغلهم بها عن أمر الحج ، فاتهمه بعض الكتاب بمراسلته القرامطة ، فلما انكشف أمره وما قصده حظي عند الناس بذلك جدا .