ألم تر أن العلم كان مضيعا فجمعه هذا المغيب في اللحد كذلك كانت هذه الأرض ميتة
فأنشرها جود العميد أبي السعد
وفيها احترق قبر معروف الكرخي وكان سببه أن القيم طبخ له ماء الشعير لمرضه فتعدت النار إلى الأخشاب فاحترق المشهد بكماله .
وفيها وقع وخراسان بكمالها ووقع الفناء في الدواب ; كانت تنتفخ رءوسها وأعينها حتى كان الناس يأخذون حمر الوحش بالأيدي ولكن يأنفون من أكلها . غلاء وفناء بدمشق وحلب وحران
قال في المنتظم : وفي يوم السبت عاشر ذي القعدة جمع العميد ابن الجوزي أبو سعد القاضي الناس ليحضروا الدرس بالنظامية ببغداد ، وعين [ ص: 13 ] لتدريسها ومشيختها الشيخ أبا إسحاق الشيرازي ، فلما تكامل اجتماع الناس ، وجاء أبو إسحاق ليدرس ، لقيه فقيه شاب ، فقال : يا سيدي تذهب تدرس في مكان مغصوب؟ فامتنع من الحضور ورجع إلى بيته فأقيم الشيخ أبو نصر بن الصباغ فدرس ، فلما بلغ نظام الملك ذلك تغيظ على العميد وأرسل إلى الشيخ أبي إسحاق فرده إلى التدريس بالنظامية في ذي الحجة من هذه السنة ، وكان لا يصلي فيها مكتوبة ، بل يخرج إلى بعض المساجد فيؤدي المكتوبة ; لما ذكر من كونها في بعض أرضها غصب ، وقد كانت مدة تدريس ابن الصباغ عشرين يوما ، ثم عاد الشيخ أبو إسحاق إليها .
وفي ذي القعدة من هذه السنة قتل الصليحي أمير اليمن وصاحب مكة قتله بعض أمراء اليمن وخطب للقائم
وحج بالناس في هذه السنة بأمر الله العباسي . أبو الغنائم النقيب .