، إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن سعيد أبو القاسم الساوي رحل في الحديث إلى الآفاق حتى جاوز ما وراء النهر ، وكان له حظ وافر في الأدب ومعرفة العربية توفي بنيسابور في جمادى الأولى من هذه السنة .
[ ص: 109 ] طاهر بن الحسين البندنيجي
أبو الوفا الشاعر المبرز ، له قصيدتان في مدح نظام الملك إحداهما معجمة والأخرى غير منقوطة ، أولها :
لاموا ولو علموا ما اللوم ما لاموا ورد لومهم هم وآلام
وكانت وفاته ببلده في رمضان عن نيف وسبعين سنة .محمد بن أمير المؤمنين المقتدي بأمر الله
عرض له جدري فمات فيها ، وله تسع سنين فحزن عليه والده والناس وجلسوا للعزاء فأرسل إليهم يقول : إن لنا في رسول الله أسوة حسنة حين توفي ابنه إبراهيم ، وقال الله تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ثم عزم على الناس فانصرفوا إلى منازلهم .
محمد بن محمد بن زيد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو الحسن الحسيني الملقب بالمرتضى ذي الشرفين ، ولد سنة خمس وأربعمائة وسمع الحديث الكثير وقرأ بنفسه على الشيوخ وصحب الحافظ أبا بكر الخطيب فصارت له معرفة جيدة بالحديث ، وسمع عليه الخطيب شيئا من مروياته ، ثم انتقل إلى سمرقند وأملى الحديث بأصبهان ، وغيرها ، وكان يرجع إلى عقل كامل وفضل ومروءة ، وكانت له أموال جزيلة وأملاك متسعة ونعمة وافرة ، يقال : إنه ملك [ ص: 110 ] أربعين قرية ، وكان كثير الصدقة والبر والصلة للعلماء والفقراء ، وبلغت زكاة ماله الصامت عشرة آلاف دينار غير زكاة العشور وكان له بستان ليس لملك مثله ، فطلبه منه ملك ما وراء النهر ، - واسمه الخضر بن إبراهيم - عارية ليتنزه فيه فأبى عليه ، وقال أعيره إياه ليشرب فيه الخمر بعد ما كان مأوى أهل العلم والحديث والدين؟ فأعرض عنه وحقد عليه ، ثم استدعاه إليه ليستشيره في بعض الأمور على العادة ، فلما حضر عنده قبض عليه وسجنه في قلعته واستحوذ على جميع أملاكه وحواصله وأمواله ، وكان يقول : ما تحققت صحة نسبي إلا بهذه المصادرة ، فإني ربيت في النعيم فكنت أقول : إن مثلي لا بد أن يبتلى ، ثم منعوه الطعام والشراب حتى مات - رحمه الله - في القلعة ، فأخرجوه ودفنوه هناك فقبره يزار ، أكرم الله مثواه .
محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم
أبو الحسن بن الصابئ الملقب بغرس النعمة سمع أباه وكانت له صدقة كثيرة ومعروف ، وقد ذيل على تاريخ أبيه الذي ذيله على تاريخ أبيه الذي ذيله وأبا علي بن شاذان ، على تاريخ ثابت بن سنان الذي ذيله على تاريخ وقد أنشأ دارا ابن جرير الطبري ببغداد ووقف فيها أربعة آلاف مجلد في فنون من العلوم وترك حين مات سبعين ألف دينار ودفن بمشهد علي ، رضي الله عنه ورحمه .
[ ص: 111 ]
أبو نصر ، هبة الله بن علي بن محمد بن أحمد بن المحلى جمع خطبا ووعظا وسمع الحديث على مشايخ عديدة ، وتوفي شابا قبل أوان الرواية .
أبو بكر بن عمر أمير الملثمين
كان في أرض فرغانة اتفق له من الناموس ما لم يتفق لغيره من الملوك ، كان يركب معه إذا سار لقتال عدو خمسمائة ألف مقاتل ، كل يعتقد طاعته ، وكان يقيم الحدود ويحفظ محارم الإسلام ، ويسير في الناس سيرة شرعية مع صحة معتقده وموالاة الدولة العباسية ، أصابته نشابة في بعض حروبه ، فجاءته في حلقه فقتلته في هذه السنة .
فاطمة بنت علي
المؤدبة الكاتبة ، وتعرف ببنت الأقرع ، سمعت الحديث من أبي عمر بن مهدي وغيره ، وكانت تكتب المنسوب على طريقة ابن البواب ، ويكتب الناس عليها ، وبخطها كانت الهدنة من الديوان إلى ملك الروم ، وكتبت مرة إلى عميد الملك الكندري رقعة فأعطاها ألف دينار . توفيت في المحرم من هذه السنة ببغداد ودفنت بباب أبرز .