وممن توفي فيها من الأعيان :
، شيخ الحنابلة ابن عقيل علي بن عقيل بن محمد بن عقيل أبو الوفاء ببغداد وصاحب " الفنون " وغيرها من التصانيف المفيدة ، ولد سنة إحدى [ ص: 242 ] وثلاثين وأربعمائة ، وقرأ القرآن على ابن شيطا ، وسمع الحديث الكثير ، وتفقه بالقاضي أبي يعلى بن الفراء ، وقرأ الأدب على ابن برهان ، والفرائض على عبد الملك الهمذاني ، والوعظ على أبي طاهر بن العلاف صاحب ابن سمعون ، والأصول على أبي الوليد المعتزلي ، وكان يجتمع بجميع العلماء من كل مذهب ، فربما لامه بعض أصحابه فلا يلوي عليهم ، فلهذا برز على أقرانه ، وبذ أهل زمانه في فنون كثيرة ، مع صيانة وديانة وحسن صورة وكثرة اشتغال ، وقد وعظ في بعض الأحيان فوقعت فتنة فترك ذلك ، وقد متعه الله بجميع حواسه إلى حين موته ، وكانت وفاته بكرة الجمعة ثاني جمادى الأولى من هذه السنة ، وقد جاوز الثمانين ، وكانت جنازته حافلة جدا ، ودفن قريبا من قبر إلى جانب الإمام أحمد الخادم مخلص ؛ رحمه الله .
علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه
أبو الحسن الدامغاني ، قاضي القضاة ابن قاضي القضاة ولد في رجب سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، [ ص: 243 ] واشتغل وبرع وتولى قضاء القضاة بعد أبيه ، ثم عزل ثم أعيد إلى الحكم . قال بأبي بكر الشاشي ، : ولا يعرف حاكم ولي الحكم أصغر سنا منه - يعني ابن الجوزي ببغداد - من قضاة القضاة . وقال : ولا يعرف حاكم ولي لأربعة من الخلفاء غيره إلا شريح ، ثم ذكر من أمانته وديانته ما يدل على تحريه وتوقيه وقوته ؛ رحمه الله ، وقد ولي الحكم أربعا وعشرين سنة ، كذلك كانت وفاته في المحرم من هذه السنة عن ثلاث وستين وستة أشهر ، وقبره عند مشهد أبي حنيفة .
المبارك بن علي بن الحسين
أبو سعد المخرمي سمع الحديث ، وتفقه على مذهب أحمد وناظر وأفتى ودرس ، وجمع كتبا كثيرة لم يسبق إلى مثلها ، وناب في القضاء ، وكان حسن السيرة ، جميل الطريقة ، سديد الأقضية ، وقد بنى مدرسة بباب الأزج ، وهي المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي ، ثم عزل عن القضاء وصودر بأموال جزيلة ، وذلك في سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، وكانت وفاته في المحرم من هذه السنة ، ودفن إلى جانب عند قبر أبي بكر الخلال أحمد .