[ ص: 263 ] ثم دخلت سنة سبع عشرة وخمسمائة
في يوم عاشوراء عاد الخليفة من الحلة بعد أن كسر جيش دبيس ومزق شمله ، وقطع وصله في أول هذا الشهر ، ثم عاد إلى بلده بغداد مؤيدا منصورا ، ورجع إلى أهله مسرورا .
وفيها عزم الخليفة على طهور أولاده وأولاد أخيه ، وكانوا اثني عشر ، فزينت بغداد سبعة أيام بزينة لم ير مثلها ، وأظهر الناس من الحلي والمصاغ والثياب ما لم ير مثله .
وفي شعبان منها قدم أسعد الميهني ، مدرس النظامية ببغداد ناظرا عليها ، وصرف الباقرحي عنها ، فوقع بينه وبين الفقهاء بسبب أنه قطع منهم جماعة ، واكتفى بثمانين طالبا منهم فقط ، فلم يهن ذلك على كثير منهم .
وفيها سار السلطان محمود إلى بلاد الكرج ، وقد وقع بينهم وبين القفجاق خلف ، فقاتلهم فهزمهم ، ثم عاد إلى همذان مؤيدا منصورا .
وفيها ملك طغتكين صاحب دمشق مدينة حماة بعد وفاة صاحبها محمود بن قراجا ، وقد كان ظالما غاشما .
وفيها عزل نقيب العلويين ، وهدمت دار علي بن أفلح ; لأنهما كانا عينا لدبيس ، وأضيف إلى علي بن طراد الزينبي نقابة العلويين مع نقابة العباسيين .
[ ص: 264 ]


