وممن توفي فيها من الأعيان : 
أحمد بن محمد بن محمد ، أبو الفتح الطوسي الغزالي  أخو أبي حامد الغزالي ،  كان واعظا مفوها ذا حظ من الكلام والزهد وحسن التأتي ، وله نكت جيدة ، ووعظ مرة في دار الملك محمود ،  فأطلق له ألف دينار ، وخرج فإذا على الباب فرس الوزير بسرجها الذهب وسلاسلها وما عليها من الحلي فركبها ، فبلغ ذلك الوزير فقال : دعوه ولا يرد علي الفرس ، وسمع مرة ناعورة تئن ، فألقى عليها رداءه فتمزق قطعا ، قال  ابن الجوزي    : وقد كانت له نكت ; إلا أن الغالب على كلامه التخليط ، ورواية الأحاديث الموضوعة   [ ص: 272 ] المصنوعة والحكايات الفارغة والمعاني الفاسدة ، ثم أورد  ابن الجوزي  أشياء منكرة من كلامه ، فالله أعلم ; من ذلك أنه كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة ، فسأله عن ذلك فدله على الصواب ، قال : وكان يتعصب لإبليس ويعذر له ، وتكلم فيه  ابن الجوزي  بكلام طويل كثير ، قال : ونسب إلى محبة المردان ، والقول بالمشاهدة ، فالله أعلم بصحة ذلك . 
قال ابن خلكان  كان واعظا مليح الوعظ ، حسن المنظر ، صاحب كرامات وإشارات ، وكان من الفقهاء غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه ، ودرس بالنظامية نيابة عن أخيه لما تزهد وتركها ، واختصر إحياء علوم الدين في مجلد سماه : " لباب الإحياء " وله " الذخيرة في علم البصيرة " وطاف البلاد وخدم الصوفية  بنفسه ، وكان مائلا إلى الانقطاع والعزلة . 
أحمد بن علي بن محمد الوكيل 
المعروف بابن برهان أبو الفتح  ،  الفقيه الشافعي تفقه على  الغزالي  وإلكيا ،   وأبي بكر الشاشي ،  وكان بارعا في الأصول ، له كتاب " الوجيز في أصول الفقه " وكانت له فنون جيدة يتقنها جيدا ، وولي تدريس النظامية ببغداد  دون شهر ، وكانت وفاته في هذه السنة كما ذكره ابن خلكان ؛  رحمه الله . 
بهرام بن بهرام 
أبو شجاع البيع  ،  سمع الحديث ، وبنى مدرسة لأصحاب أحمد بكلواذى ،  ووقف قطعة من أملاكه على الفقهاء . 
 [ ص: 273 ] صاعد بن سيار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم  
أبو العلاء الإسحاقي الهروي  الحافظ ، أحد المتقنين ، سمع الحديث ، وتوفي بغورج  ؛ قرية على باب هراة  في هذه السنة . 
				
						
						
