[ ص: 313 ] ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة  
فيها كثر موت الفجأة بأصبهان ،  فمات ألوف من الناس وأغلقت دور كثيرة . 
وفيها تزوج الخليفة بالخاتون فاطمة بنت محمد بن ملكشاه  على صداق مائة ألف دينار ، فحضر أخوها السلطان مسعود  العقد وجماعة من أعيان الدولة ، والوزراء والأمراء ونثر على الناس أنواع النثار . 
وفيها صام أهل بغداد   رمضان ثلاثين يوما ، ولم يروا الهلال ليلة إحدى وثلاثين مع كون السماء كانت مصحية . 
قال  ابن الجوزي    : وهذا شيء لم يقع مثله . 
وفيها هرب وزير صاحب مصر  وهو تاج الدولة بهرام النصراني ،  وقد كان تمكن في البلاد وأساء السيرة فتطلبه الخليفة الحافظ حتى أخذه فسجنه ، ثم أطلقه فترهب وترك العمل ، فاستوزر بعده رضوان بن الزنجي ،  ولقبه الملك الأفضل  ولم يلقب وزير بذلك قبله ، ثم وقع بينه وبين الحافظ ، فلم يزل به   [ ص: 314 ] الخليفة حتى قتله واشتغل بتدبير أموره وحده . 
وفيها ملك عماد الدين زنكي  عدة بلاد . وفيها ظهر بالشام  سحاب أسود أظلمت له الدنيا ، ثم ظهر بعده سحاب أحمر كأنه نار أضاءت له الدنيا ، ثم جاءت ريح عاصف ألقت أشجارا كثيرة ، ثم وقع مطر شديد وسقط برد كبار . 
وفيها قصد ملك الروم  بلاد الشام  فأخذ بلادا كثيرة من أيدي الفرنج ،  وأطاعه أليون  بن ملك الأرمن    . 
				
						
						
