علي بن الحسين أبو الحسن الغزنوي
الواعظ ، كان له قبول كثير من العامة ، وبنت له الخاتون زوجة المستظهر رباطا بباب الأزج ، ووقفت عليه أوقافا كثيرة ، فحصل له جاه عريض وزاره السلطان . وكان حسن الإيراد مليح الوعظ ، يحضر مجلسه خلق كثير ، وجم غفير من أصناف الناس . وقد استملح أشياء من وعظه ، قال : وسمعته يوما يقول : حزمة حزن خير من أعدال أعمال . ثم أنشد ابن الجوزي
كم حسرة لي في الحشا من ولد إذا نشا أملت فيه رشده
فما نشا كما أشا
يحسدني قومي على صنعتي لأنني في صنعتي فارس
سهرت في ليلي واستنعسوا وهل يستوي الساهر والناعس
محمود بن إسماعيل بن قادوس ، أبو الفتح الدمياطي
كاتب الإنشاء بالديار المصرية ، وهو شيخ القاضي الفاضل وكان يسميه ذا البلاغتين ، وذكره العماد الكاتب في " الخريدة " وأثنى عليه ، ومن شعره فيمن يكرر التكبير في أول الصلاة
وفاتر النية عنينها مع كثرة الرعدة والهزه
يكبر سبعين في مرة كأنه صلى على حمزه
نبا بن محمد المعروف بابن الحوراني ، الفقيه الزاهد العابد الفاضل الخاشع ، قدس الله روحه ، قرأ القرآن وكتاب " التنبيه " على مذهب ، وكان حسن المعرفة باللغة ، كثير المطالعة ، وله كلام يؤثر عنه ، ورأيت له كتابا بخطه فيه النظائم التي له ، يقولها أصحابه وأتباعه بلهجة غريبة ، وقد كان من نشأته إلى أن توفي على طريقة صالحة ، وقد زاره الملك الشافعي نور الدين في رباطه داخل درب الحجر ، ووقف عليه شيئا ، وكانت وفاته في يوم الثلاثاء الثالث من ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن بمقابر باب الصغير ، وكان يوما مشهودا . وقد ذكرته في " طبقات الشافعية " رحمه الله .
عبد الغافر بن إسماعيل
بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن سعيد الفارسي الحافظ ، تفقه بإمام الحرمين وسمع الكثير على جده لأمه ، ورحل إلى البلاد وأسمع الكثير ، وصنف " المفهم في غريب أبي القاسم القشيري مسلم " وغيره ، وولي خطابة نيسابور وكان فاضلا بارعا دينا حافظا .