[ ص: 308 ] المعز عز الدين أيبك التركماني مصر
بعد تمليك بني أيوب ، وتداول دولة الأتراك
لما قتل وغيرهم من الأمراء البحرية الصالحية ابن أستاذهم المعظم وكان ملكه بعد أبيه بشهرين كما تقدم بيانه ، ثم لما قتل وانفصل أمره نادوا فيما بينهم : لا بأس لا بأس . واستدعوا من بينهم الأمير غياث الدين تورانشاه بن الصالح أيوب بن الكامل بن العادل أبي بكر بن نجم الدين أيوب ، عز الدين أيبك التركماني ، فملكوه عليهم وبايعوه ، ولقبوه بالملك المعز ، وركبوا إلى القاهرة ثم بعد خمسة أيام أقاموا لهم صبيا من بني أيوب ابن عشر سنين ، وهو الأشرف مظفر الدين موسى بن الناصر يوسف بن المسعود أقسيس بن الكامل ، وجعلوا الملك المعز أتابكه ، فكانت السكة والخطبة باسمهما ، وكاتبوا أمراء الشام بذلك ، فما تم لهم الأمر بالشام بل خرج عن أيديهم ، ولم تستقر لهم المملكة إلا على الديار المصرية ، وكل ذلك عن أمر الخاتون شجر الدر أم خليل حظية الصالح أيوب ، فتزوجت بالمعز ، وكانت الخطبة والسكة باسمها ، يدعى لها على المنابر أيام الجمع بمصر وأعمالها ، وكذا تضرب السكة باسمها أم خليل ، والعلامة على المناشير والتواقيع بخطها واسمها ، مدة ثلاثة أشهر قبل المعز ، ثم آل أمرها إلى ما سنذكره من الهوان والقتل .