[ ص: 183 ] ثم دخلت سنة ست وتسعين وأربعمائة
فيها بركياروق أخاه محمدا بأصبهان ، فضاقت على أهلها الأرزاق واشتد الغلاء عندهم جدا ، وأخذ حاصر السلطان السلطان محمد أهلها بالمصادرة ، والحصار حولهم من خارج البلد ، فاجتمع عليهم الخوف والجوع والنقص من الأموال والأنفس والثمرات ، ثم خرج السلطان محمد من أصبهان هاربا ، فأرسل أخوه في أثره مملوكه إياز فلم يتمكن من قبضه ، ونجا بنفسه سالما .
قال : وفي صفر منها زيد في ألقاب قاضي القضاة ابن الجوزي أبي الحسن الدامغاني : تاج الإسلام . وفي ربيع الأول قطعت الخطبة للسلاطين ببغداد واقتصر على ذكر الخليفة فيها والدعاء له .
ثم التقى الأخوان بركياروق ومحمد فانهزم محمد أيضا ثم اصطلحا . وفيها ملك دقاق بن تتش بن ملكشاه صاحب دمشق مدينة الرحبة ، وفيها قتل أبو المظفر الخجندي الواعظ بالري ، وكان فقيها شافعيا مدرسا ، قتله رافضي علوي في الفتنة ، وكان عالما فاضلا ، وكان نظام الملك يزوره ويعظمه ، وحج بالناس خمارتكين .