الشيخ أبو الرجال المنيني : الشيخ الصالح الزاهد العابد أبو الرجال بن مري بن بحتر المنيني
كانت له أحوال ومكاشفات ، وكان أهل دمشق والبلاد يزورونه في قرية منين ، وربما قدم هو بنفسه إلى دمشق فيكرم ويضاف ، وكانت له زاوية ببلده ، وكان بريئا من هذه السماعات الشيطانية ، وكان تلميذ الشيخ جندل ، وكان شيخه الشيخ جندل من كبار الصالحين سالكا طريق السلف أيضا ، وقد بلغ الشيخ أبو الرجال ثمانين سنة ، وتوفي بمنين في منزله في عاشر المحرم وخرج الناس من دمشق إلى جنازته ، فمنهم من أدركها ، ومن الناس من لم يدرك ، فصلى على القبر ، ودفن بزاويته ، رحمه الله تعالى .
[ ص: 677 ] وفيها في أواخر ربيع الأول جاء الخبر بأن :
عساف بن أحمد بن حجي
الذي كان قد أجار ذلك النصراني الذي سب الرسول عليه السلام قتل ، ففرح الناس بذلك .
الشيخ الصالح العابد الزاهد الورع بقية السلف ، وخطيب الخطباء عماد الدين عبد الكريم بن جمال الدين عبد الصمد جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن الحرستاني بن قاضي القضاة
سمع الحديث وناب عن أبيه في الإمامة وتدريس الغزالية ، ثم ترك المناصب والدنيا ، وأقبل على العبادة ، وكان للناس فيه اعتقاد حسن صالح ، يقبلون يده ويسألونه الدعاء ، وقد جاوز الثمانين ، ودفن بالسفح عند أهله في أواخر ربيع الآخر .
محب الدين الطبري المكي الشافعي الشيخ
سمع الكثير وصنف في فنون كثيرة ، من ذلك كتاب " الأحكام " في مجلدات كثيرة مفيدة ، وله كتاب على ترتيب " جامع المسانيد " أسمعه لصاحب اليمن ، وكان مولده يوم الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة من سنة خمس عشرة وستمائة ودفن بمكة ، وله شعر جيد ، فمنه قصيدته في المنازل التي بين مكة والمدينة تزيد على ثلاثمائة بيت ، كتبها عنه الحافظ شرف الدين الدمياطي في " معجمه " .
الملك المظفر صاحب اليمن ، [ ص: 678 ] بن رسول يوسف بن المنصور نور الدين عمر بن علي
أقام في مملكة اليمن بعد أبيه سبعا وأربعين سنة ، وعمر ثمانين سنة ، وكان أبوه قد ولي أزيد من مدة عشرين سنة بعد الملك أقسيس بن الكامل محمد ، وكان عمر بن رسول مقدم عساكر أقسيس ، فلما مات أقسيس وثب على الملك ، فتم له الأمر ، وتسمى بالملك المنصور ، واستمر أزيد من عشرين سنة ، ثم ابنه المظفر سبعا وأربعين سنة ، ثم قام من بعده في الملك ولده الملك الأشرف ممهد الدين ، فلم يمكث سنة حتى مات ، ثم قام أخوه المؤيد هزبر الدين داود بن المظفر ، فاستمر في الملك مدة ، وكانت وفاة الملك المظفر المذكور في رجب من هذه السنة ، وقد جاوز الثمانين ، وكان يحب الحديث ويسمعه ، وجمع لنفسه أربعين حديثا .
، شرف الدين المقدسي الشيخ الإمام الخطيب المدرس المفتي : شرف الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حماد المقدسي الشافعي
ولد سنة ثنتين وعشرين وستمائة ، وسمع الكثير ، وكتب حسنا ، وصنف فأجاد وأفاد ، وولي القضاء نيابة بدمشق والتدريس والخطابة بدمشق ، وكان مدرس الغزالية ودار الحديث النورية مع الخطابة ، ودرس في وقت بالشامية البرانية ، وأذن في الإفتاء لجماعة من الفضلاء; منهم الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية ، وكان يفتخر بذلك ويفرح به ويقول : أنا أذنت لابن تيمية بالإفتاء . وكان يتقن فنونا [ ص: 679 ] كثيرة من العلوم ، وله شعر حسن ، وصنف كتابا في أصول الفقه جمع فيه شيئا كثيرا ، وهو عندي بخطه الحسن ، توفي يوم الأحد سابع عشر رمضان ، وقد جاوز السبعين ، ودفن بمقابر باب كيسان عند والده ، رحمه الله تعالى ، ورحم أباه . وقد خطب بعده يوم العيد الشيخ شرف الدين الفزاري خطيب جامع جراح ، ثم جاء المرسوم لابن جماعة بالخطابة . ومن شعر الخطيب شرف الدين بن نعمة المقدسي :
احجج إلى الزهر لتسعى به وارم جمار الهم مستنفرا من لم يطف بالزهر في وقته
من قبل أن يحلق قد قصرا
واقف الجوهرية الصدر نجم الدين أبو بكر محمد بن عياش بن أبي المكارم التميمي الجوهري
واقف الجوهرية على الحنفية بدمشق ، توفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر شوال ، ودفن بمدرسته ، وقد جاوز الثمانين ، وكانت له خدم على الملوك فمن دونهم .
الشيخ الإمام العالم المفتي الخطيب الطبيب ، بن سحنون التنوخي مجد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن أبي الفتح الحنفي
خطيب النيرب ومدرس الدماغية للحنفية ، وكان طبيبا ماهرا حاذقا ، توفي بالنيرب وصلي عليه بجامع الصالحية ، وكان فاضلا ، وله شعر حسن ، وروى شيئا من الحديث ، توفي [ ص: 680 ] ليلة السبت خامس ذي القعدة عن خمس وسبعين سنة .
الفاروثي الشيخ الإمام العابد الزاهد الخطيب إبراهيم بن عمر بن الفرج بن سابور بن علي بن غنيمة الفاروثي عز الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ محيي الدين الواسطي
ولد سنة أربع عشرة وستمائة ، وسمع الحديث ورحل فيه ، وكانت له فيه يد جيدة ، وفي التفسير والفقه والوعظ والبلاغة ، وكان دينا ورعا زاهدا ، قدم إلى دمشق في دولة الظاهر ، فأعطي تدريس الجاروخية وإمامة مسجد ابن هشام ، ورتب له فيه شيء على المصالح ، وكان فيه إيثار ، وله أحوال صالحة ، ومكاشفات كثيرة; تقدم يوما في محراب مسجد ابن هشام ليصلي بالناس ، فقال قبل أن يكبر للإحرام - والتفت عن يمينه - فقال : اخرج فاغتسل . فلم يخرج أحد ، ثم كرر ذلك ثانية وثالثة ، فلم يخرج أحد ، فقال : يا عثمان ، اخرج فاغتسل . فخرج رجل من الصف فاغتسل ثم عاد ، وجاء إلى الشيخ يعتذر إليه ، وكان الرجل صالحا في نفسه ، ذكر أنه أصابه فيض من غير أن يرى شخصا ، فاعتقد أنه لا يلزمه غسل ، فلما قال الشيخ ما قال اعتقد أنه يخاطب غيره ، فلما عينه باسمه علم أنه المراد .
ثم قدم الفاروثي مرة أخرى في أواخر أيام المنصور قلاوون ، فخطب بجامع دمشق مدة شهور ثم عزل بموفق الدين بن الحموي ، وتقدم ذكر [ ص: 681 ] ذلك ، وكان قد درس بالنجيبية وبدار الحديث الظاهرية ، فترك ذلك كله ، وسافر إلى وطنه ، فمات بكرة يوم الأربعاء مستهل ذي الحجة ، وكان يوم موته يوما مشهودا بواسط ، وصلي عليه بدمشق وغيرها ، رحمه الله تعالى ، وكان قد لبس خرقة التصوف من السهروردي ، وقرأ القراءات العشرة ، وخلف ألفي مجلد ومائتي مجلد ، وحدث بالكثير وسمع منه البرزالي كثيرا " صحيح " ، و " جامع البخاري الترمذي " ، و " سنن ابن ماجه " ، و " مسند " ، و " مسند الشافعي عبد بن حميد " ، و " معجم الصغير " ، و " مسند الطبراني الدارمي " ، و " فضائل القرآن " لأبي عبيد ، وثمانين جزءا وغير ذلك .
أحمد بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الجمال المحقق
اشتغل بالفقه على مذهب وبرع فيه ، وأفتى وأعاد ، وكان فاضلا في الطب ، وقد ولي مشيخة الدخوارية لتقدمه في صناعة الطب على غيره ، وعاد المرضى بالمارستان النوري على قاعدة الأطباء ، وكان مدرسا للشافعية بالفرخشاهية ، ومعيدا بعدة مدارس ، وكان جيد الذهن ، مشاركا في فنون كثيرة ، سامحه الله تعالى . الشافعي ،
خاتون بنت الملك الأشرف موسى بن العادل الست
زوجة ابن عمها المنصور بن الصالح إسماعيل بن العادل ، وهي التي أثبت سفهها زمن المنصور قلاوون حتى اشترى منها حرزما ، وأخذت الزنبقية من زين الدين السامري .
[ ص: 682 ] جمال الدين يوسف بن علي بن مهاجر التكريتي ، أخو الصاحب تقي الدين توبة الصدر
ولي حسبة دمشق في وقت ، ودفن بتربة أخيه بالسفح وكانت جنازته حافلة ، وكان له عقل وافر وثروة ومروءة ، وخلف ثلاث بنين; شمس الدين محمد ، وعلاء الدين علي ، وبدر الدين حسن .