وممن توفي فيها من الأعيان : شرف الدين بن أسعد بن حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي الدمشقي ، ابن القلانسي أبو عبد الله محمد بن العدل عماد الدين بن أبي الفضل محمد بن أبي الفتح نصر الله بن المظفر ، ولد سنة ست وأربعين وستمائة ، وباشر نظر الخاص ، وقد شهد قبل ذلك في القيمة ثم تركها ، وقد ترك أولادا وأموالا جمة ، توفي ليلة السبت ثاني عشر صفر ، ودفن بقاسيون .
[ ص: 147 ] ، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي الشيخ صفي الدين الهندي الشافعي المتكلم ، ولد بالهند سنة أربع وأربعين وستمائة ، واشتغل على جده لأمه ، وكان فاضلا ، وخرج من دهلى في رجب سنة سبع وستين ، فحج وجاور ثلاثة أشهر ، ثم دخل اليمن ، فأعطاه ملكها المظفر أربعمائة دينار ، ثم دخل مصر فأقام بها أربع سنين ، ثم سافر إلى الروم على طريق أنطاكية ، فأقام إحدى عشرة سنة بقونية ، وبسيواس خمسا ، وبقيسارية سنة ، واجتمع بالقاضي سراج الدين فأكرمه ، ثم قدم إلى دمشق في سنة خمس وثمانين فأقام بها واستوطنها ، ودرس في الرواحية ، والدولعية ، والظاهرية ، والأتابكية ، وصنف في الأصول والكلام ، وتصدر للاشتغال والإفتاء ، ووقف كتبه بدار الحديث الأشرفية ، وكان فيه بر وصلة ، توفي ليلة الثلاثاء تاسع عشرين صفر ، ودفن بمقابر الصوفية ، ولم يكن معه وقت موته سوى الظاهرية وبها مات ، فدرس بعده فيها ابن الزملكاني ، وأخذ ابن صصرى الأتابكية .
سليمان بن حمزة بن أحمد بن [ ص: 148 ] عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي الحنبلي ، الحاكم القاضي المسند المعمر الرحلة ، تقي الدين بدمشق ، ولد في نصف رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وسمع الحديث الكثير ، وقرأ بنفسه وتفقه وبرع ، وولي الحكم ، وحدث ، وكان من خيار الناس ، وأحسنهم خلقا ، وأكثرهم مروءة ، توفي فجأة بعد مرجعه من البلد وحكمه بالجوزية ، فلما صار إلى منزله بالدير تغيرت حاله ، ومات عقيب صلاة المغرب ليلة الاثنين حادي عشرين ذي القعدة ، ودفن من الغد بتربة جده ، وحضر جنازته خلق كثير وجم غفير ، رحمه الله .
الشيخ علي بن الشيخ علي الحريري ، كان مقدما في طائفته ، مات أبوه وعمره سنتان ، توفي في قرية بسر في جمادى الأولى .
بهاء الدين عبد السيد بن المهذب إسحاق بن يحيى ، الطبيب الكحال ، المتشرف بالإسلام ، ثم قرأ القرآن جميعه ؛ لأنه أسلم على بصيرة ، وأسلم على يديه خلق كثير من قومه وغيرهم ، وكان مباركا على نفسه وعليهم ، وكان قبل ذلك ديان الحكيم الفاضل البارع اليهود ، فهداه الله تعالى ، وتوفي يوم الأحد سادس جمادى الآخرة ، ودفن من يومه بسفح قاسيون ، وأسلم على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية لما بين له بطلان دينهم وما هم عليه ، وما بدلوه من كتابهم وحرفوه من الكلم عن مواضعه ، رحمه الله .