[ ص: 361 ] ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وسبعمائة  
استهلت بيوم الأحد ، وحكام البلاد هم المذكورون في التي قبلها . وفي يوم الجمعة ثاني ربيع الأول أقيمت الجمعة بالخاتونية البرانية ، وخطب بها شمس الدين النجار المؤذن  المؤقت بالأموي ، وترك خطابة جامع القابون . 
وفي مستهل هذا الشهر سافر الأمير شمس الدين محمد التدمري  إلى القدس  حاكما به ، وعزل عن نيابة الحكم بدمشق    . وفي ثالثه قدم من مصر  زين الدين عبد الرحيم ابن قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة  بخطابة القدس  ، فخلع عليه من دمشق  ، ثم سافر إليها . 
وفي آخر ربيع الأول باشر الأمير ناصر الدين بن بكتاش الحسامي  شد الأوقاف ، عوضا عن شرف الدين محمود بن الخطيري ،  سافر بأهله إلى مصر  أميرا بها عند أخيه بدر الدين مسعود ،  وعزل القاضي علاء الدين بن القلانسي  ، وسائر الدواوين والمباشرين الذين في باب ملك الأمراء تنكز ،  وصودروا بمائتي ألف درهم ، واستدعي من غزة  ناظرها جمال الدين يوسف  صهر السني المستوفي ، فباشر نظر ديوان النائب ، ونظر المارستان النوري أيضا على العادة . 
 [ ص: 362 ] وفي شهر ربيع الأول أمر تنكز  بإصلاح باب توما ، فشرع فيه فرفع بابه عشرة أذرع ، وجددت حجارته وحديده في أسرع وقت . وفي هذا الوقت حصل بدمشق  سيل خرب بعض الجدران ثم تناقص . وفي أوائل ربيع الآخر قدم من مصر  جمال الدين آقوش  نائب الكرك  مجتازا إلى طرابلس  نائبا ، عوضا عن الأمير شهاب الدين قرطاي ،  توفي إلى رحمة الله تعالى . 
وفي جمادى الأولى طلب القاضي شهاب الدين بن المجد عبد الله  إلى دار السعادة ،  فولي وكالة بيت المال عوضا عن ابن القلانسي  ، ووصل تقليده من مصر  بذلك ، وهنأه الناس . وفيه طلب الأمير نجم الدين بن الزيبق  من ولاية نابلس  ، فولي شد الدواوين بدمشق ،  وقد شغر منصبه شهورا بعد ابن الخشاب    . 
وفي رمضان خطب الشيخ بدر الدين أبو اليسر بن الصائغ  بالقدس  عوضا عن زين الدين بن جماعة    ; لإعراضه عنها ، واختياره العود إلى بلده . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					