[ ص: 385 ] ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
فيها كثر فساد التركمان من أصحاب برجم الإيوائي ، فجهز إليهم منكورس المسترشدي في جيش كثيف ، فالتقوا معهم فهزمهم أقبح هزيمة ، وجاءوا بالأسارى والرءوس إلى بغداد .
وفيها كانت الغز وبين الملك محمود ، فكسروه وقتلوا من أصحابه وغيرهم خلقا كثيرا ونهبوا البلاد ، وأقاموا وقعة عظيمة بين بمرو ، ثم إنهم طلبوه إليهم فخاف على نفسه ، فأرسل ولده بين يديه فأكرموه ، ثم قدم عليهم فاجتمعوا عليه وعظموه .
وفيها وقعت فتنة كبيرة بمرو بين فقيه الشافعية المؤيد بن الحسين ، وبين نقيب العلويين بها أبي القاسم زيد بن الحسن ، فقتل بينهم خلق كثير ، واحترقت المساجد والمدارس والأسواق ، وانهزم المؤيد الشافعي إلى بعض القلاع .
وفيها ولد الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله ، وفيها خرج المقتفي نحو الأنبار متصيدا وعبر الفرات وزار الحسين ، ومضى إلى واسط وعاد إلى بغداد ولم يكن معه الوزير .
وفيها مصر الفرنج بأرض عسقلان كسرة فظيعة صحبة الملك [ ص: 386 ] كسر جيش الصالح أبي الغارات ، وامتدحه الشعراء . فارس الدين طلائع بن رزيك
وفيها قدم الملك نور الدين من حلب إلى دمشق وقد شفي من المرض ففرح به المسلمون ، وخرج إلى قتال الفرنج ، فانهزم جيشه ، فبقي هو وشرذمة من أصحابه في لجة العدو ، فرموهم بالسهام الكثيرة ، ثم خافوا أن يكون وقوفه في هذه الشرذمة القليلة ، خديعة لمجيء كمين إليهم ، ففروا منهزمين ، ولله الحمد . وحج بالناس فيها قايماز الأرجواني .