استنابه ولي الدين بن أبي البقاء السبكي
وفي آخر هذا اليوم - أعني يوم الخميس ثامن عشره - حكم أقضى القضاة ولي الدين ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء بالمدرسة العادلية الكبيرة نيابة عن قاضي القضاة تاج الدين مع استنابة أقضى القضاة شمس الدين العزي ، [ ص: 697 ] وأقضى القضاة بدر الدين بن وهيبة ، وأما قاضى القضاة بدر الدين بن أبي الفتح فهو نائب أيضا ، ولكنه بتوقيع شريف أنه يحكم مستقلا مع قاضي القضاة تاج الدين .
وفي يوم الاثنين الثاني والعشرين منه استحضر نائب السلطنة الأمير ناصر الدين بن العاوي متولي البلد ، ونقم عليه أشياء ، وأمر بضربه ، فضرب بين يديه على أكتافه ضربا ليس بمبرح ، ثم عزله ، واستدعى بالأمير علم الدين سليمان أحد الأمراء العشراوات ابن الأمير صفي الدين بن أبي القاسم البصراوي أحد أمراء الطبلخاناه ، كان قد ولي شد الدواوين ، ونظر القدس والخليل ، وغير ذلك من الولايات الكبار ، وهو ابن الشيخ فخر الدين عثمان ابن الشيخ صفي الدين أبي القاسم التميمي الحنفي ، وبأيديهم تدريس الأمينية التي ببصرى ، والحكيمية أزيد من مائة سنة ، فولاه البلد على تكره منه فألزمه بها ، وخلع عليه ، وقد كان وليها قبل ذلك فأحسن السيرة ، وشكر سعيه لديانته ، وأمانته ، وعفته ، وفرح الناس به ، ولله الحمد .