فصل ( ست آيات قبل يوم القيامة    ) 
قال في حديث الصور : " ، ثم ينزل الله من تحت العرش ماء ، فتمطر السماء أربعين يوما ، حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر ذراعا ، ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت كنبات الطراثيث ، وهي صغار القثاء ، أو كنبات البقل   " . وتقدم في الحديث الذي رواه أحمد ،  ومسلم ،  ثم يرسل مطرا كأنه الطل ، أو الظل ، فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى ، فإذا هم قيام ينظرون ، ثم يقال : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم   " . إلى آخر الحديث ، قد تقدم بطوله من حديث  عبد الله بن عمرو بن العاص    . 
وروى مسلم ،  عن أبي كريب  ، عن أبي معاوية ،  عن الأعمش ،  عن أبي صالح  ، عن  أبي هريرة ،  وذكر الحديث ، ثم قال في الثالثة بعد قوله : " أبيت " . قال : " ثم ينزل الله من السماء ماء فتنبتون ، كما ينبت البقل " ، قال : " وليس من الإنسان شيء إلا يبلى ، إلا عظما واحدا ، وهو عجب الذنب  ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة   " وقد تقدم هذا الحديث من رواية  البخاري ،  ومسلم ،  وليس عند  البخاري  ما ذكرنا من هذه الزيادة ، وهي ذكر نزول الماء إلى آخره . 
وقال ابن أبي الدنيا  في كتاب " أهوال يوم القيامة    " : حدثنا أبو عمار   [ ص: 340 ] الحسين بن حريث المروزي ،  أخبرنا الفضل بن موسى ،  عن الحسين بن واقد ،  عن الربيع بن أنس ،  عن أبي العالية ،  حدثني أبي بن كعب  قال : ست آيات قبل يوم القيامة ، بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس ، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض ، فتحركت واضطربت واختلطت ، وفزعت الجن إلى الإنس ، والإنس إلى الجن ، واختلطت الدواب والطير والوحش ، فماجوا بعضهم في بعض ، وإذا الوحوش حشرت [ التكوير : 5 ] . قال : انطلقت ، وإذا العشار عطلت [ التكوير : 4 ] قال : أهملها أهلها ، وإذا البحار سجرت [ التكوير : 6 ] قال الجن للإنس : نحن نأتيكم بالخبر ، فانطلقوا إلى البحر ، فإذا هو نار تأجج ، فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة ، إلى الأرض السابعة السفلى ، وإلى السماء السابعة العليا ، فبينما هم كذلك إذ جاءتهم ريح فأماتتهم   . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثنا هارون بن عمر القرشي ،  حدثنا  الوليد بن مسلم ،  حدثنا  عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،  عن يزيد بن عطاء السكسكي ،  قال : يبعث الله ريحا طيبة بعد قبض عيسى ابن مريم ،  عليه السلام ، وعند دنو من الساعة ، فتقبض روح كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر ، عليهم تقوم الساعة ، فبينما هم على ذلك إذ   [ ص: 341 ] بعث الله على أهل الأرض الخوف ، فترجف بهم أقدامهم ومساكنهم ، فتخرج الجن ، والإنس ، والشياطين إلى سيف البحر ، فيمكثون كذلك ما شاء الله ، ثم تقول الجن والشياطين : هلم نلتمس المخرج ، فيأتون خافق المغرب ، فيجدونه قد سد وعليه الحفظة ، ثم يرجعون إلى الناس ، فبينما هم على ذلك إذ أشرفت عليهم الساعة ، ويسمعون مناديا ينادي : يا أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه [ النحل : 1 ] ، قال : فما المرأة بأشد استماعا من الوليد في حجرها ، ثم ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ، ومن في الأرض ، إلا من شاء الله    . 
وقال أيضا : حدثنا هارون بن سفيان ،  أخبرنا محمد بن عمر ،  حدثنا معاوية بن صالح ،  عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ،  عن أبيه ، عن فضالة بن عبيد ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدثنا  هشام بن سعد ،  عن سعيد بن أبي هلال ،  عن ابن حجيرة ،  عن عقبة بن عامر ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تطلع الساعة عليكم سحابة سوداء مثل الترس من قبل المغرب ، فما تزال ترتفع وترتفع حتى   [ ص: 342 ] تملأ السماء ، وينادي مناد : أيها الناس ، إن أمر الله قد أتى ، فوالذي نفسي بيده ، إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه ، وإن الرجل ليلوط حوضه فما يشرب منه ، وإن الرجل ليحلب لقحته ، فما يشرب منها شيئا   " . 
وقال  محارب بن دثار    : وإن الطير يوم القيامة لتضرب بأذنابها ، وترمي بما في حواصلها من هول ما ترى ، ليس عندها طلبة   . رواه ابن أبي الدنيا  في " الأهوال " . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثنا الحسن بن يحيى العبدي ،  أخبرنا عبد الرزاق ،  أخبرنا عبد الله بن بحير ،  سمعت عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني ،  سمعت عبد الله بن عمر  يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سره أن ينظر إلي يوم القيامة رأي عين ، فليقرأ : إذا الشمس كورت ، وإذا السماء انفطرت ، وإذا السماء انشقت   . ورواه أحمد ،   والترمذي ،  من حديث عبد الله بن بحير    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					