ذكر إبداء عنق من النار إلى المحشر فيطلع على الناس
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى [ ص: 496 ] [ الفجر : 23 ] وقال
مسلم في " صحيحه " : حدثنا
عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، عن
العلاء بن خالد الكاهلي ، عن
شقيق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513548يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك ، يجرونها " . وكذا رواه
الترمذي مرفوعا ، ومن وجه آخر هو
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير موقوفا .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
معاوية ، حدثنا
شيبان ، عن
فراس ، عن
عطية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513549يخرج عنق من النار يتكلم فيقول : وكلت اليوم بثلاثة : بكل جبار ، ومن جعل مع الله إلها آخر ، ومن قتل نفسا بغير نفس . فينطوي عليهم ، فيقذفهم في غمرات جهنم " . تفرد به من هذا الوجه ، وسيأتي في باب الميزان عن
خالد ، عن
القاسم ، عن
عائشة ، نحوه .
وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا [ الفرقان : 12 - 14 ] ، . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إذا رأتهم من مكان بعيد .
[ ص: 497 ] قال : من مسيرة مائة عام .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12سمعوا لها تغيظا وزفيرا . من شدة حنقها وبغضها لمن أشرك بالله ، واتخذ معه إلها آخر . وفي الحديث "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513550من كذب علي ، وادعى إلى غير أبيه ، وانتمى إلى غير مواليه فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا " ، قالوا : يا رسول الله ، وهل لها من عينين؟ قال : " أوما سمعتم الله يقول : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا . رواه
ابن أبي حاتم .
وقال
ابن جرير : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12218أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، حدثنا
إسرائيل ، عن
أبي يحيى ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، قال : إن الرجل ليجر إلى النار ، فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض ، فيقول الرحمن : ما لك ؟ فتقول : إنه يستجير مني . فيقول : أرسلوا عبدي . وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول : يا رب ، ما كان هذا الظن بك . فيقول : فما كان ظنك؟ فيقول : أن تسعني رحمتك . فيقول : أرسلوا عبدي . وإن الرجل ليجر إلى النار فتشهق إليه النار شهوق البغلة إلى الشعير ، وتزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف . إسناده صحيح .
وقال
عبد الرزاق : أخبرنا
معمر ، عن
المنصور ، عن
مجاهد ، عن
عبيد بن عمر ، قال : إن جهنم تزفر زفرة ، لا يبقى ملك ولا نبي إلا خر ترعد فرائصه ، حتى إن
إبراهيم ليجثو على ركبتيه ، ويقول : رب ، لا أسألك اليوم إلا نفسي .
[ ص: 498 ] وقال في حديث الصور : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513551ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ، ثم يقول تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=60ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون [ يس : 60 - 64 ] . وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=59وامتازوا اليوم أيها المجرمون [ يس : 159 ] . فيميز الله بين الخلائق ، وتجثو الأمم ، وذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=28وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون [ الجاثية : 28 ، 29 ] .
ذِكْرُ إِبْدَاءِ عُنُقٍ مِنَ النَّارِ إِلَى الْمَحْشَرِ فَيَطَّلِعُ عَلَى النَّاسِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى [ ص: 496 ] [ الْفَجْرِ : 23 ] وَقَالَ
مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " : حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ
الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ الْكَاهِلِيِّ ، عَنْ
شَقِيقٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513548يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، يَجُرُّونَهَا " . وَكَذَا رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ مَرْفُوعًا ، وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ مَوْقُوفًا .
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ ، حَدَّثَنَا
شَيْبَانُ ، عَنْ
فِرَاسٍ ، عَنْ
عَطِيَّةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513549يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَتَكَلَّمُ فَيَقُولُ : وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلَاثَةٍ : بِكُلِّ جَبَّارٍ ، وَمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ . فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ ، فَيَقْذِفُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ " . تَفَرَّدَ بِهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الْمِيزَانِ عَنْ
خَالِدٍ ، عَنِ
الْقَاسِمِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، نَحْوُهُ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا [ الْفُرْقَانِ : 12 - 14 ] ، . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ .
[ ص: 497 ] قَالَ : مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا . مِنْ شِدَّةِ حَنَقِهَا وَبُغْضِهَا لِمَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ ، وَاتَّخَذَ مَعَهُ إِلَهًا آخَرَ . وَفِي الْحَدِيثِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513550مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ ، وَادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، وَانْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَهَلْ لَهَا مِنْ عَيْنَيْنِ؟ قَالَ : " أَوَمَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ يَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12218أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي يَحْيَى ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُجَرُّ إِلَى النَّارِ ، فَتَنْزَوِي وَيَنْقَبِضُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ : مَا لَكِ ؟ فَتَقُولُ : إِنَّهُ يَسْتَجِيرُ مِنِّي . فَيَقُولُ : أَرْسِلُوا عَبْدِي . وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُجَرُّ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا كَانَ هَذَا الظَّنَّ بِكَ . فَيَقُولُ : فَمَا كَانَ ظَنُّكَ؟ فَيَقُولُ : أَنْ تَسَعَنِي رَحْمَتُكَ . فَيَقُولُ : أَرْسِلُوا عَبْدِي . وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُجَرُّ إِلَى النَّارِ فَتَشْهَقُ إِلَيْهِ النَّارُ شُهُوقَ الْبَغْلَةِ إِلَى الشَّعِيرِ ، وَتَزْفِرُ زَفْرَةً لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا خَافَ . إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنِ
الْمَنْصُورِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : إِنَّ جَهَنَّمَ تَزْفِرُ زَفْرَةً ، لَا يَبْقَى مَلَكٌ وَلَا نَبِيٌّ إِلَّا خَرَّ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ ، حَتَّى إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ لَيَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَيَقُولَ : رَبِّ ، لَا أَسْأَلُكَ الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي .
[ ص: 498 ] وَقَالَ فِي حَدِيثِ الصُّورِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513551ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ سَاطِعٌ مُظْلِمٌ ، ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=60أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [ يس : 60 - 64 ] . وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=59وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ [ يس : 159 ] . فَيَمِيزُ اللَّهُ بَيْنَ الْخَلَائِقِ ، وَتَجْثُو الْأُمَمُ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=28وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [ الْجَاثِيَةِ : 28 ، 29 ] .