[ ص: 672 ] ثم دخلت سنة أربع وتسعين وستمائة
استهلت والخليفة الحاكم بأمر الله ، محمد بن قلاوون ، وعمره إذ ذاك اثنتا عشرة سنة وأشهرا ، ومدبر الممالك وأتابك العساكر الأمير وسلطان البلاد الملك الناصر زين الدين كتبغا ، ونائب الشام الأمير عز الدين أيبك الحموي ، والوزير بدمشق تقي الدين توبة التكريتي ، وشاد الدواوين شمس الدين الأعسر ، وقاضي الشافعية ابن جماعة ، والحنفية حسام الدين الرازي ، والمالكية جمال الدين الزواوي ، والحنابلة شرف الدين حسن ، والمحتسب شهاب الدين الحنفي ، ونقيب الأشراف زين الدين بن عدنان ، ووكيل بيت المال وناظر الجامع تاج الدين الشيرازي ، وخطيب البلد شرف الدين المقدسي .
فلما كان يوم عاشوراء نهض جماعة من مماليك الأشرف ، وخرقوا حرمة السلطان ، وأرادوا الخروج عليه ، وجاءوا إلى سوق السلاح ، فأخذوا ما فيه ، ثم احتيط عليهم ، فمنهم من صلب ، ومنهم من شنق ، وقطع أيدي آخرين منهم وألسنتهم ، وجرت خبطة عظيمة جدا ، وكانوا قريبا من ثلاثمائة أو يزيدون .